منذ أن بدأت الحرب بين الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، تسعى دول ومؤسسات وآخرون من الداخل السوداني إلى جهود لوقف الحرب الراهنة، وماذا وراء حملة التخوين المناهضة لتلك التحركات والاتصالات، لاسيما عقب توقيعها إعلان أديس أبابا مع قائد “الدعم السريع” منتصف الأسبوع الماضي.
حيث إن المرحلة الحرجة التي وصلت إليها الحرب تمثل حافة الانهيار، وكان لا بد من جهة تتصدى لتمدد الحرب وتوسعها في ظل جمود التفاوض وهو ما دفع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” لتولي هذه المسؤولية، في محاولة جادة لمحاصرة الحرب بسرعة قبل انفلاتها وانزلاقها نحو طابع إثني وجهوي، وقبل فوات أوان احتوائها.
كذلك جاء رفض قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان للاتفاق الذي تم توقيعه بين قوات الدعم وجماعات سياسية، وتعهد بمواصلة الحرب المستمرة منذ 9 أشهر، وذلك في خطاب ألقاه أمام القوات.
وقال البرهان، خلال كلمة له، إن ” قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي يهين في الشعب السوداني، وهناك ناس يصفقون لهم”، وأضاف: “نأسف أن بعض السياسيين يصفقون ويضحكون لحميدتي، اتفاق بعض السياسيين مع الدعم السريع غير مقبول”.
بينما رحب البرهان بوجود المقاومة الشعبية السودانية، موضحا: “نرحب بالمقاومة الشعبية وسنسلحهم، لكن هذا السلاح يجب أن يقنن ومسجل، لكن الآن أي منطقة مهددة لا مانع من دعمها بالسلاح”، وتابع قائد الجيش السوداني: “معركتنا مستمرة، معركة استرداد كل موقع من السودان”.
وقد جدد رئيس وزراء السودان السابق وزعيم تحالف “تقدم” عبد الله حمدوك دعوته للأطراف المتقاتلة، من أجل وقف الحرب المستمرة في البلاد منذ منتصف أبريل من العام الماضي، وقال حمدوك في حسابه على منصة “إكس”، “تويتر” سابقا: “خاطبت القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان لحثه على قبول طلب الاجتماع المباشر مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” لاغتنام الفرصة التي لاحت لإيقاف الحرب التي تم التعبير عنها في إعلان أديس أبابا الموقع بين تقدم وقوات الدعم السريع، الذي أبدت فيه قوات الدعم السريع استعدادها التام لوقف غير مشروط للعدائيات عبر تفاوض مباشر مع القوات المسلحة”.
قال رئيس تحرير جريدة التيار السودانية عثمان ميرغني: إن الزيارات التي قام بها قائد الدعم السريع في دولتين إفريقيتين، وهما جنوب إفريقيا ثم رواندا وهي سلسلة زيارات يقصد بها تقديم نفسي لمحاولة للانتقال إلى مرحلة العبور من العمل العسكري إلى العمل السياسي، كما أن الأبرز في هذا اليوم تصريحات قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بمجموعة من جنود وضباط الجيش السوداني معتقدا أنها تؤدي عمليا إلى مسح كل الطرق التي تؤدي إلى اتفاق سياسي في جيبوتي.
وأضاف ميرغني في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن مبادرة تقدم كجبهة سياسية واسعة وموثوقة داخلياً وخارجياً بالتواصل مع طرفي القتال وتعجيل خطواتها وتسريع مساعيها التي أثمرت عن الاتفاق الأخير مع الدعم السريع، بهدف كبح تصاعد وتيرة المعارك ومنع تفاقم المأساة الإنسانية ووقف الانتهاكات وموجات النزوح المتواصلة داخلياً وخارجياً”.