اقترح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت احتفاظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على غزة بعد انتهاء الحرب، مع وجود هيئة فلسطينية غير محددة بتوجيه إسرائيلي تدير الإدارة اليومية، وتتولى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والشركاء الإقليميون مسؤولية إعادة إعمار القطاع.
وكشف يوآف غالانت عن الخطة، قبل زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وبعد ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة على إسرائيل لتقديم مقترحات لسيناريوهات ما بعد الحرب.
وبموجب خطة غالانت، التي لا تشكل سياسة رسمية ولم يتم تقديمها بعد إلى وزراء آخرين، فإن الهجوم الإسرائيلي على غزة سيستمر حتى يتم إطلاق سراح الرهائن الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر وتفكيك “القدرات العسكرية والحكومية” لحماس.
بعد ذلك، كما يقول المخطط، ستبدأ مرحلة جديدة “لن تسيطر حماس خلالها على غزة ولن تشكل تهديدًا أمنيًا لمواطني إسرائيل”، مع تولي هيئات فلسطينية غير حماس – على ما يبدو موظفون مدنيون محليون أو زعماء مجتمعيون – حكم القطاع.
وتختلف الصورة التي أوضحها جالانت بشكل كبير عن الدعوات الأميركية لإعادة تنشيط السلطة الفلسطينية للسيطرة على غزة التي تحكمها حماس منذ عام 2005، والبدء في مفاوضات جديدة نحو إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، واستبعد بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الاقتراح الأميركي.
وقال غالانت إن إسرائيل ستحتفظ بحقها في العمل داخل القطاع، لكن “لن يكون هناك أي وجود مدني إسرائيلي في قطاع غزة بعد تحقيق أهداف الحرب”، كما تنص الخطة.
وجاء في ملخص غالانت أن “سكان غزة فلسطينيون، وبالتالي فإن الهيئات الفلسطينية ستتولى المسؤولية، بشرط ألا تكون هناك أعمال عدائية أو تهديدات ضد دولة إسرائيل”، دون تقديم تفاصيل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن المسؤولين العسكريين والمخابرات يفضلون تقسيم غزة إلى مناطق ومناطق فرعية، مع اعتبار الإدارة المدنية وتوزيع المساعدات الإنسانية في كل منطقة موكلة إلى القادة المحليين جديرة بالثقة.
بالإضافة إلى إثارة موضوع الحكم المستقبلي في غزة في محادثاته المقبلة مع إسرائيل، من المتوقع أيضًا أن يضغط بلينكن في نهاية هذا الأسبوع من أجل المزيد من المساعدات لغزة ويسعى إلى منع أي تصعيد إقليمي.
وسبق أن نسبت لإدارة بايدن الفضل في إقناع إسرائيل بشأن العديد من قضايا المساعدات، بما في ذلك السماح بدخول كميات محدودة من الغاز والشاحنات التجارية، واقترح مسؤولون إسرائيليون هذا الأسبوع إمكانية فتح المزيد من نقاط الدخول من إسرائيل للسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى شمال غزة.
وتدفع الولايات المتحدة إسرائيل إلى التحول إلى عمليات عسكرية أقل كثافة في غزة تستهدف حماس بشكل أكثر دقة، بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر مدمرة من القصف والهجمات البرية، وفي انتقاد علني نادر، حذر الرئيس جو بايدن الشهر الماضي من أن إسرائيل تفقد الدعم الدولي بسبب “قصفها العشوائي”.
وأدت الحملة الإسرائيلية في غزة إلى استشهاد أكثر من 22400 شخص، أكثر من ثلثيهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع، ويُعتقد أن آلافًا آخرين مدفونين تحت الأنقاض وعشرات الآلاف من الجرحى.