يبدو أن اغتيال قائد حركة حماس صالح العاروري، سيدق ناقوساً جديداً في الحرب، فبعد أيام من محاولة الوصول لهدنة برعاية مصرية قطرية أصبحت حتمية الوصول لها من الصعوبات مع اغتيال العاروري، حيث تصاعدت وتيرة الاشتباكات والعمليات العسكرية بين “حزب الله” وإسرائيل في جنوب لبنان، تتزايد المخاوف من إمكانية اتساع الحرب لتمتد إلى كل لبنان، في ظل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة.
وقد أتت عملية اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري في عمق المربع الأمني لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت لتزيد مخاوف اللبنانيين من جرهم إلى حرب أوسع وأشمل.
قيادات عديدة من حماس تتواجد في جنوب لبنان، وأغلب هذه القيادات كانت تجتمع مع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في كل مرة كان يزور فيها لبنان، وخطة الهدنة من المتوقع أن تتغير مع اغتيال العاروري، لاسيما أن المعلومات المتداولة تحدثت عن “غرفة عمليات” مشتركة سياسية وإعلامية وحتى أمنية للفصائل داخل لبنان لتحديد بوصلة التحركات، خاصة مع إعلان حزب الله التصعيد.
وستتخذ حركة حماس ترتيبات أمنية جديدة بعد مقتل العاروري، “وقواعد الاشتباك قبل اغتيال العاروري لم تعد كما هي”، وحماس أوضحت أن الضربات الإسرائيلية اقتصرت سابقا على منطقة جنوب الليطاني، أما اليوم فباتت في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وهذا يدل على نوع جديد من توسيع المعركة قد يوصلنا إلى أمور ثانية، والساعات المقبلة ستُحدد طبيعة الرد، واستهداف قادة حماس في دول عدة ليس بجديد، ولطالما كان الرد الخاص بحماس داخل فلسطين.
ومع أن الضربة استهدفت قادة فلسطينيين حصراً في الضاحية الجنوبية، ولم تكن عشوائية، غير أن توقيتها بعد أقل من أسبوع على استهداف قائد إسناد الحرس الثوري الإيراني في سوريا رضا موسوي في ريف العاصمة السورية، وهو أبرز قائد عسكري إيراني يُقتل بعد قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني، يطرح علامات استفهام حول حجم وطبيعة الرد الإيراني على عمليات الاغتيال في سوريا ولبنان بعد الفشل في تنفيذ عمليات على ذات مستوى الأهمية، كاستهداف قيادات إسرائيلية معروفة.