ريف دمشق.. كيف تواجه سوريا القصف الإسرائيلي المتصاعد؟

على الرغم من قصفها الجوي المتواصل منذ الحرب السورية في عام 2011، إلا أن إسرائيل تشن خلال هذه الفترة ومنذ 7 أكتوبر العام الماضي العديد من الهجمات الجوية وضرباتها على أهداف تابعة للجماعات المدعومة من إيران في العديد من الدول العربية والمنطقة أبرزها سوريا والعراق ولبنان.
تستهدف إسرائيل الميليشيات الإيرانية في المنطقة المدعومة من إيران، من خلال الرد على حركة حماس في قطاع غزة، حيث استهدفت الحرس الثوري الإيراني في سوريا والفصائل الإيرانية في العراق وحزب الله في لبنان.
في غضون ذلك، أكدت وكالة الأنباء السورية وقوع أضرار كبيرة في هضبة الجولان في ريف دمشق في سوريا، إثر تعرضها لهجوم جوي إسرائيلي، حسبما أفاد الجيش السوري.
ومن جانبه قال مصدر عسكري سوري: نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً عدداً من النقاط في ريف دمشق؛ ما أسفر عن حدوث بعض الأضرار المالية، ولم يعلن الجيش السوري سقوط إصابات.
في السياق ذاته، كانت قد أوضحت وزارة الدفاع السورية يوم السبت الماضي أن إسرائيل استهدفت مدينة حلب بضربة جوية تسببت في وقوع بعض “الخسائر المادية، بعدما نفذت إسرائيل هجوماً جوياً من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية مستهدفاً عددا من النقاط في جنوب حلب”.
والأسبوع الماضي، أعلنت وسائل إعلام إيرانية، عن مقتل رضا موسوي أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا، إثر استهدافه من قِبَل القوات الإسرائيلية في منطقة السيدة زينب في ضواحي العاصمة دمشق.
وإلى جانب ذلك، كانت قد أعلنت وسائل إعلام محلية، خلال الفترة الماضية، عن استهداف الهجوم الإسرائيلي عددا من المباني والشاحنات التي تستخدمها الميليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال السورية، من خلال طائرات مجهولة، وذلك بمحاذاة معبر حدودي إستراتيجي مع العراق الجمعة الماضية.
وذكرت مصادر لها اتصالات مع مسؤولي الحدود السوريين أن الضربات استهدفت قافلة من ثماني شاحنات؛ ما أدى إلى تدمير 4 منها على الأقل، وقال المسؤولون: إنها استهدفت كذلك ثلاثة مبان تستخدمها إحدى الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران.
يأتي ذلك في ظل القصف المتواصل في قطاع غزة منذ ثلاثة أشهر كانت بدايته في 7 أكتوبر، في حرب يدفع ثمنها سكان غزة؛ ما أسفر عن كوارث متفاقمة اجتماعية واقتصادية وإنسانية.
ويقول المحلل السياسي السوري سليمان شيب: لا شك أن الحرب التي تجري بغزة والمخطط الإسرائيلي الذي أصبح واضحاً وهو استغلال ما جرى للقيام بتصفية نهائية للقضية الفلسطينية، وعلى حساب دول الجوار العربي مصر والأردن ولبنان وسوريا وربما امتداداً إلى العراق ودول الخليج.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن هذا يشكل خطرا على كل هذه الدول وهو ما نبه عليه الرئيس المصري منذ الأيام الأولى للحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، حيث يشكل تهجير سكانه أو القسم الأكبر منهم إلى مصر أحد أهدافه المعلنة.
فيما أكد أن هذه الحرب التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية من مشافٍ ومدارس ودور عبادة، وتدمر كل مقومات الحياة ليس فقط في غزة، بينما في العديد من الدول ومن بينها سوريا، تنعكس تهديداً مباشراً للأمن والسلام في المنطقة كلها، وتزعزع الاستقرار فيها كما ستؤدي إلى توتر سياسي سيترجم حتماً موجات تهجير ومصاعب اقتصادية في دول هي منهكة أصلاً كما في لبنان وسوريا.