شهور من التدهور نتيجة الحرب يعيشها السودان، منذ منتصف أبريل بدأ نزاع قوي ما بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة البرهان، وصل الأمر فيها إلى أزمات كبرى في الوضع الصحي لشعب السودان.
عدد من المستشفيات التي خرجت بالفعل من الخدمة، وتسببت الأزمة الإنسانية في نزوح الملايين من الأشخاص، وتزايد الفقر وانعدام الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، الذي أدى بدوره إلى نقص الخدمات الأساسية اللازمة لتسيير شؤون الحياة اليومية.
وتدخل الأوضاع الإنسانية في السودان وضعًا خطيرًا في ظل استمرار الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، واستهداف ممنهج للمرافق الصحية، انعكست أحداث الاشتباكات في السودان على أوضاع المستشفيات والمقار الصحية سلبًا، حيث توقفت عدة مستشفيات عن أداء عملها عقب اندلاع الأحداث، وبجهود ومبادرات فردية من الأطباء والأطقم الطبية، تعمل المستشفيات على العودة لأعمالها لاسيما بعد تعرض القطاع الصحي ومخازن الأدوية لأعمال من السلب والنهب.
وقد دعت منظمة الصحة العالمية الجمعة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمات الصحية والإنسانية المتفاقمة في السودان، وطالبت المجتمع الدولي بزيادة المساعدات المالية، وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عبر منصة إكس: “هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف تصعيد النزاع في السودان، حيث تتفاقم الأزمات الإنسانية والصحية مع نزوح مئات آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال”.
وهرباً من القتال في الخرطوم، لجأ أكثر من نصف مليون سوداني إلى ولاية الجزيرة، لكن قوات الدعم السريع تقدمت مؤخرا إلى هذه الولاية، وهاجمت بلدة ود مدني في 15 دجنبر، وأجبرت أكثر من 300 ألف شخص على الفرار مرة أخرى.
وأضاف تيدروس: “بينما تستجيب منظمة الصحة العالمية مع شركائها للاحتياجات الصحية الحادة، ولاسيما من خلال السيطرة على انتشار الأمراض ومكافحة تهديدات سوء التغذية، فإنها تدعو أيضا إلى زيادة الدعم المالي من المجتمع الدولي لتلبية الاحتياجات الصحية العاجلة للسكان المتضررين”.
وتابع المسؤول الأممي: “يشمل ذلك تعزيز توفير الخدمات الصحية الأساسية للفئات الأكثر هشاشة في الولايات المتضررة، حيث خرج ما لا يقل عن 70% من المرافق الصحية عن الخدمة بسبب النزاع”.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن 7.1 مليون شخص نزحوا منذ بداية النزاع المستمر، لجأ 1.5 مليون منهم إلى بلدان الجوار.
ويقول عثمان ميرغني، رئيس تحرير جريدة التيار السودانية، إنه منذ بداية هذه الحرب تحدث الجميع عن عدة سيناريوهات يمكن أن تفضي إليها هذه الحرب لو استمرت أكثر مما عليها، وقد تحدث عن ذلك الأمين العام للأمم المتحدة، وقال إن السودان مهدد بحرب أهلية قد تؤدي إلى تفتته، وهذا واحد من السيناريوهات الأسوأ التي يمكن أن تنتج من هذه الحرب إذا استمرت كما عليه الآن.
وأضاف ميرغني، في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: الوضع الآن في السودان يراه العالم أجمع دون البحث عن أدوار جديدة لحل الأمور في البلاد، كما أن هناك وضعاً صحياً مميتاً وهناك الكثير من المواطنين يبحثون عن مستشفيات وأدوية ولا يوجد أمامهم أي شيء؛ فالموت واحد سواء بضعف الرعاية الصحية ونقص الغذاء أو حتى بطلقات نيران الحرب.