منذ أن بدأت الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، وتشير أصابع الاتهام إلى إيران كونها على صراع مع القوى الغربية وبشكل خاص مع الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث تسعى إيران لامتلاك السلاح النووي الذي لا يمتلكه في المنطقة سوى إسرائيل وهو ما يدفع لخلاف كبير مع الغرب الداعمين لإسرائيل.
ويوم السابع من أكتوبر قامت مجموعات من حركة حماس وكتائب القسام بمهاجمة الداخل الإسرائيلي وقتل ما يقرب من 1200 شخص والاحتفاظ برهائن قدروا بأكثر من 250 إسرائيلياً، وهو ما استدعى حرباً كبرى في قطاع غزة واقتحام القوات الإسرائيلية للقطاع بحثاً عن إنهاء حركة حماس ضمن مخططات حكومة الحرب الإسرائيلية.
ومنذ أيام قامت القوات الإسرائيلية بقصف دمشق واستهداف أحد قيادات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وهو ما استدعى من إيران التوعد برد على إسرائيل نظراً للعملية التي لم تؤكدها إسرائيل حتى الآن.
ومع التوعد الإيراني زعم الحرس الثوري الإيراني أن عملية “طوفان الأقصى”، التي شنتها حركة “حماس” ضد إسرائيل كانت ضمن عمليات الانتقام لمقتل قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني الذي قتل على يد القوات الأميركية في 2020 باستهدافه عبر طائرة مسيّرة.
وفي تصريحات متلفزة، اليوم، قال متحدث الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف، إن “عملية طوفان الأقصى كانت إحدى عمليات الانتقام لاغتيال سليماني، وهذه الانتقامات ستبقى مستمرة”.
من جانبها، نفت حركة حماس تصريحات متحدث باسم الحرس الثوري الإيراني بشأن علاقة هجوم “طوفان الأقصى” الذي نفذته الحركة على إسرائيل والانتقام لمقتل سليماني، وقالت حماس، في بيان: “أكدنا مرارا دوافع وأسباب عملية طوفان الأقصى وفي مقدمتها الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى” في القدس، وأضافت الحركة: “نؤكد أن كل أعمال المقاومة الفلسطينية تأتي ردا على وجود الاحتلال وعدوانه المتواصل على شعبنا ومقدساتنا”.
وعلى الرغم من نفي حركة حماس إلا أن ذلك يعد أول اعتراف رسمي من إيران بشأن دعم عملية طوفان الأقصى بعد نفي مستمر منذ بداية الحرب في غزة، وكذلك دعمها لميليشيا الحوثي في تصيدها للسفن البحرية في البحر الأحمر.
وقالت الباحثة السياسية في الشأن الإيراني سمية عسل: إن طهران ليس لديها دليل على المشاركة في عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس، وكذلك فإيران في بداية الحرب كانت على خلاف مع حركة حماس نتيجة لسرية العملية التي قامت بها الحركة فكيف الآن تؤكد أنها كانت مشاركة في الحدث، وكذلك فالأهم هو أن إيران لا تسطيع الرد على إسرائيل بعد مقتل القائد الإيراني في دمشق.
وأضافت “عسل” في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن إيران تدعم ميليشيا الحوثي وحزب الله لتخفيف الضغط على حركة حماس، ولكن لا تستطيع أن تفعل أكثر من ذلك، والحرب هي فرصة جيدة لها حتى يتسنى لها تسريع عملية تخصيب اليورانيوم مع شتات إسرائيلي وأميركي بالحرب في قطاع غزة.