قرصنة كبرى تقوم بها ميليشيا الحوثي داخل البحر الأحمر باعتراض السفن التي تقوم بالعبور من باب المندب؛ ما أثر على حركة التجارة العالمية، ما يحدث من ميليشيا الحوثي أثار حفيظة العالم وأنشأ قوى دولية لمواجهة ما تقوم به الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران التي تهاجم السفن بذريعة نصرة أهل قطاع غزة.
وتتوجه أصابع الاتهام لإيران في عمليات القرصنة الأخيرة؛ ما فتح أبوابا جديدة في الصراع وتمدده بالمنطقة والذي بدأ بتاريخ السابع من أكتوبر الماضي بعد عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حماس في إسرائيل وما تلاها من حرب إسرائيلية داخل قطاع غزة.
وخلال مؤتمر صحفي قال البيت الأبيض: إن إيران متورطة بشكل كبير في التخطيط للعمليات ضد سفن تجارية بالبحر الأحمر، وإن المعلومات الاستخباراتية التي لديها أساسية لمساعدة الحوثيين في استهداف السفن، حيث ذكرت أدريان واتسون المتحدثة باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض في بيان لها ليس لدينا ما يبرر الاعتقاد بأن إيران تحاول ثني الحوثيين عن هذا السلوك المتهور.
وفي وقت سابق قالت لايل برينارد، مديرة المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض، إن فريق الأمن القومي، التابع للرئيس الأميركي جو بايدن، يراقب من كثب الوضع في البحر الأحمر؛ حيث يهاجم الحوثيون سفناً تجارية، وأضافت: أن الفريق لا يتوقع، رغم ذلك، أن يؤثر تحويل مسار السفن من قناة السويس على توافر المنتجات المخصصة للتسوق في أثناء عطلات نهاية العام.
وقالت للصحفيين: إن الاقتصاد الأميركي أثبت صموده مع انخفاض التضخم بشكل أسرع، حتى من التوقعات الأكثر تفاؤلاً، وإن النمو ظلّ قوياً، لكنها أضافت أن الإدارة الأميركية ستظل في حالة تأهب لمخاطر تتضمن مسائل جيوسياسية مثل الحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا، وإمكانية تعطل أسواق الحبوب، ومتابعة المستجدّات في البحر الأحمر.
ويشن الحوثيون، المتحالفون مع إيران والذين يسيطرون على مناطق يمنية، هجمات، منذ أسابيع، على سفن تعبر مضيق باب المندب في جنوب البحر الأحمر، في تحرك يقولون إنه يأتي ردّاً على حرب إسرائيل في غزة.
وتعهدت جماعة الحوثي بتحدي المهمة البحرية التي تقودها الولايات المتحدة، ومواصلة استهداف السفن في البحر الأحمر، معللة تصرفاتها بأنها تأتي دعماً لحركة “حماس” التي تحكم قطاع غزة في حربها مع إسرائيل.
وتقول دكتورة سمية عسل الباحثة في الشأن الإيراني: إن اتهام إيران بمساندة الحوثي في عمليات القرصنة الأخيرة بالبحر الأحمر هي عمليات واقعية ولها دلالات واضحة، فمن الطبيعي أن تكون ميليشيا الحوثي أذرع إيران بالمنطقة، ومن الطبيعي أن الأسلحة التي تقوم الميليشيات باستخدامها من طائرات مسيّرة وصواريخ قادمة من إيران، وهي أقل الدلائل على مساندة ودعم ايران للميليشيا وعمليات خطف السفن.
وأضافت عسل في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن واشنطن تعلم من اليوم الأول أن إيران متهمة بعمليات القرصنة ولكن التصريحات تأتي كنوع من الضغط على طهران في وقت تتصاعد الهجمات الحوثية على السفن بالبحر الأحمر، وبالفعل تأثرت عملية الملاحية عالمياً في ظل الهجمات المتتالية.