تزايد التصعيد على الجبهات في الحرب الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر، حيث تشهد جبهات لبنان وسورية تصاعداً كبيراً مؤخراً بداية من حزب الله الذي يشنّ عدة هجمات متتالية وصولاً إلى إطلاق صواريخ من الداخل السوري نحو الجولان المحتل.
وشهدت سورية بالأمس، استنفار عامّ في المواقع العسكرية التابعة لقوات النظام والميليشيات المتمركزة قرب الجولان السوري في محافظتَي القنيطرة ودرعا، بعد ضربات إسرائيلية استهدفت موقعا تابعا لحزب الله اللبناني قرب قرية الجراجير في ريف القلمون الغربي في ريف دمشق، قرب الحدود السورية اللبنانية، تزامُناً مع تحليق للطيران المسير في أجواء المنطقة.
يأتي ذلك عقب استهداف مركز للجيش اللبناني في بلدة العديسة الحدودية في جنوب لبنان، ما أسفر عن مقتل عسكري، وإصابة 3 آخرين بجروح، على وقع تصعيد عنيف الثلاثاء، تبادل خلاله حزب الله والجيش الإسرائيلي تبادل إطلاق النار على طول الحدود، والذي بلغ أشده مساءً باستهداف كريات شمونة بالصواريخ.
وقتل عسكري لبناني وأُصيب 3 آخرون، الثلاثاء، جراء قصف إسرائيلي استهدف أحد مراكزهم في جنوب البلاد، وَفْق ما أعلن الجيش، ليكون بذلك أول قتيل من المؤسسة العسكرية منذ بَدْء التصعيد عند الحدود الجنوبية.
وبات الشريط الحدودي الواقع في بلدتَي العديسة وكفركلا، المواجهتين لمستعمرتَي المطلة ومسكاف عام الإسرائيليتين، منطقة عمليات حربية، وتتشابه مع سائر القرى الحدودية على الخط نفسه جنوباً، وهي بلدات مركبا وحولا وميس الجبل وبليدا التي تقابل مراكز عسكرية ضخمة، بينها ثكنتَا يفتاح ومرغليوت، ومركز مستعمرة كريات شمونة. وتتعرض تلك البلدات يومياً لقصف إسرائيلي يمتد ساعات بالقذائف الفوسفورية ومدافع الـ155 ملم، وفق ما تقول مصادر ميدانية، فضلاً عن استهداف تلك المناطق بالغارات الجوية، وتحليق مكثف للطائرات المسيرة.
يأتي ذلك في ظل استمرار الاتهامات لإيران بدعمها الدائم لما يسمى بمحور المقاومة في منطقة الشرق الأوسط، الذي يتكون وفقا للمراقبين من تحالف من الأذرع المدعومة إيرانيا المعارضة لإسرائيل والنفوذ الأميركي في المنطقة، ويشمل حزب الله في لبنان، وتنظيم الحوثي في اليمن، وحركة حماس في فلسطين، والمقاومة الإسلامية في العراق وهي مجرد إستراتيجية إيرانية تقوم على استخدام التنظيمات حديثة العهد، والنأي بالقديمة عن أنظار إسرائيل وأميركا لكي لا يتم اتخاذها ذريعة لجر أقدام طهران إلى حرب واسعة النطاق.