تصعيد تشهده الحرب الروسية الأوكرانية مؤخراً، ومع بداية فصل الشتاء، واصل الجيش الروسي تقدمه ببطء نحو شرق أوكرانيا، في تصعيد جديد من الحرب واتجاه نحو غزو بري بعد حرب المسيّرات التي بدأت في الشهور الماضية.
ويواصل الجيش الروسي تقدمه البطيء في شرق أوكرانيا، فيما قال مسؤولون أوكرانيون: إن القوات الروسية كثفت هجماتها على بلدة أفدييفكا المدمرة.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية فجر اليوم الثلاثاء أن قواتها دمرت 26 طائرة بدون طيار أوكرانية واعترضت 15 أخرى فوق بحر آزوف وشبه جزيرة القرم خلال الليلة الماضية.
بينما قالت الدفاع الروسية في بيان لها: إنه تم الليلة الماضية “إحباط محاولة قام بها نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي بطائرات بدون طيار على أهداف في أراضي روسيا”.
وأضاف البيان: أن أنظمة الدفاع الجوي المناوبة دمرت 22 من المسيّرات الأوكرانية واعترضت 13 أخرى فوق مياه بحر آزوف وأراضي جمهورية القرم.
وفي بيان منفصل ذكرت الدفاع الروسية أنه في حوالي الساعة السادسة صباح اليوم تم تدمير 4 مسيّرات معادية واعتراض اثنتين أخريين فوق بحر آزوف.
وتعاني الإدارة الأميركية من سيطرة ونفوذ روسيا الواسعة في ظل نفاد الوقت والمال في دعم أوكرانيا، عقب دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها بقطاع غزة، كذلك صعوبات داخل الكونجرس بشأن خطط الإنفاق، فضلاً عن دعوة أمين عام حلف “الناتو” ينس ستولتنبرج التحالف العسكري الغربي إلى الاستعداد لأخبار سيئة قادمة من أوكرانيا، حسبما قال.
وتبعد أفدييفكا 20 كيلومتراً فقط شمالي مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا، وهي جزء من منطقة دونباس الشرقية التي يقاتل الجيش الروسي للسيطرة عليها منذ فشله في السيطرة على كييف في بداية غزوه لأوكرانيا في فبراير 2022.
ويعترف المسؤولون الأوكرانيون بأنه لم يتبقَّ أي مبنى سليم في المدينة، واحتدم القتال أيضاً حول بلدتين مجاورتين هما مارينكا وباخموت، وقال رئيس الإدارة العسكرية في أفدييفكا، فيتالي باراباش، للتلفزيون الأوكراني: “شهدنا الأحد والاثنين، زيادة كبيرة في القصف المدفعي وعدداً كبيراً من عمليات القصف بقذائف الهاون”، وتابع: “كانت هناك أيضاً زيادة في الأنشطة الهجومية. ربما ينتظرون تحسن الطقس لاستخدام بعض معداتهم مجدداً كما فعلوا سابقاً، ولكن على نطاق أوسع”.
وسيطر مقاتلون موالون لروسيا، على أفدييفكا لبعض الوقت في عام 2014، لكن القوات الأوكرانية استعادتها وأقامت تحصينات كبيرة بها، وتركز جزء كبير من أحدث المعارك على مصنع فحم الكوك الضخم في أفدييفكا، الذي يقول المسؤولون إنه “لا يزال تحت سيطرة الأوكرانيين، والمنطقة الصناعية على مشارف وسط المدينة”.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية: إن القوات صدت 15 هجوماً روسياً في المنطقة و9 هجمات قرب باخموت التي تحتلها روسيا نحو الشمال.
وتأتي تطورات الجبهة الميدانية في وقت حذر فيه البيت الأبيض من أن الوقت والمال لدى الولايات المتحدة “ينفدان” لمساعدة أوكرانيا في حربها مع روسيا، وطالبت مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض شالاندا يونج في أكتوبر الماضي، الكونجرس باعتماد حوالى 106 مليارات دولار، لتمويل خطط دعم كل من أوكرانيا وإسرائيل، بالإضافة لأمن الحدود الأميركية.
وقالت يونج في رسالة إلى رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون وغيره من أعضاء الكونجرس البارزين، ونشرها البيت الأبيض، إن “قطع التمويل والأسلحة عن أوكرانيا سيزيد من احتمالات تحقيق روسيا للانتصارات”.