تسعى ميليشيا الحوثي الإرهابية إلى إطالة أمد الصراع الذي تشهده اليمن، حيث تشهد مناطق سيطرة اليمن على نزوح ما يقارب 14 ألف شخص في الربعين الثاني والثالث من العام الحالي، جراء التصعيد الحوثي العسكري.
وبعدما كانت محافظة إب هي العاصمة السياحية لليمن تحولت على يد ميليشيا الحوثي إلى ساحة للاقتتال اليومي، كغابة موحشة، حيث تعيش المحافظة التي توصف بـ”اللواء الأخضر” تحت وقع اشتباكات مسلحة حصدت عشرات الأرواح خلال عام 2023، في ظل فوضى وانفلات أمني تسبب بوقوع سلسلة من الأحداث الدامية، كان آخرها، اليوم السبت، عقب اندلاع مواجهات مسلحة بالقرب من مدينة القاعدة جنوبي المحافظة.
الاشتباك نشب على خلفية خلاف على أرض، في ظل تقاعس الجهات الحوثية المعنية عن القيام بواجباتها، ومماطلة وفساد القضاء ومكتب الأشغال وعدم اهتمامهم بحل الخلاف الذي تزايدت حدته مؤخرا؛ مما دفع أطراف النزاع لاستخدام القوة واللجوء للسلاح.
وكانت الحادثة الأولى عندما هاجم مسلحون حوثيون محل صرافة يدعى “شرهان” بالقرب من إدارة أمن محافظة إب نتيجة خلافات سابقة بين المسلحين ومالك المحل، وفي حادثة ثانية، دارت اشتباكات بين مسلحين قبليين من بلدة “بيت الفقي” بعزلة “المويه” بجبل بعدان شرقي المدينة، بخلافات على ملكية الجبل.
كذلك تشهد محافظة إب اشتباكات مسلحة جرت بين قبليتي “بيت الدميني” و”بيت الواصلي” مع قبيلة “بيت الشهاري”، على خلفية قيام مجموعة مسلحة يدعمها المشرف الحوثي “أبو حسين الهاروني”، بمهاجمة وإحراق عدد من منازل عائلة “الشهاري”، وقتل أحد أفراد العائلة، وفي يونيو قتل شاب يدعى زكريا الضراسي إثر اندلاع اشتباكات مسلحة على قطعة أرض في قرية “الكحافي” بمحافظة إب الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي.
وأبرز تلك الوقائع هي اشتباكات بين أسرتي “الفقيه” و”بيت دومان” بمديرية جبلة، واشتباكات بلدة “مغنيز” بين عناصر حوثية وعدد من المواطنين من “بني جرادة، بني صالح، وبني حسين”، في مديرية الرضمة، واشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين قبائل “آل الحالمي” وميليشيا الحوثي جنوبي المحافظة، واشتباكات بين عناصر حوثية وأسرة بيت “المتوكل” وسط المدينة إب.
ويقول الباحث السياسي اليمني صهيب ناصر الحميري: إن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران هي الخنجر المسموم في خاصرة الجزيرة العربية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن الحوثي تهدد البر والبحر والجو تحت غطاء إيراني وهذا ما أعطاها دفعة للقيام بهذه الأعمال العدوانية وكل ذلك يصب في مصلحة إيران، وتريد أن ترسل رسالة لأميركا وحلفائها والإقليم مفادها أننا نملك أيادي وأذرع باستطاعتها تهديد الجميع.
وتابع: كذلك تقويض عملية السلام التي يمتنع الحوثيون عنها وكذلك إرسال رسالة إلى القوات الجنوبية لكي ترضخ لسيطرتها على الجغرافيا الجنوبية وتهديد الحوثي لا يقتصر على الملاحة فحسب، بل يهدد جميع المنشآت الحيوية في الجنوب، وسبق وهدد بضربها بصواريخ إستراتيجية وذلك يعود لعدة أسباب منها: رفض الجنوبيين إعطاء حصة الجنوب بنسبه 80% هذا ما رفضته قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والشعب الجنوبي جملةً وتفصيلاً.
وأكد نحن على أمل في الأيام القادمة أن يتم دعم القوات الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي الممثل الشرعي للجنوب بسلاح نوعي من قِبَل الحلفاء المحليين الإقليميين والعالم لحماية الملاحة الدولية وتأمين الممرات المائية التي تربط المحيط بالعالم توقفها والقرصنة فيها تضر بالاقتصاد والبنية التحتية للمنطقة والاقتصاد العالمي لذلك هذه المسألة لم تعد في إطار اليمن بل العالم أجمع.