تسبب قرار الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” في رفع السرية عن قضية تسريبات البريد الإلكتروني لمرشحة الرئاسة السابقة وعضو الحزب الديمقراطي “هيلاري كلينتون”، الذي كانت تستخدمه حينما كانت تتولى منصب وزيرة الخارجية السابقة، في إعادة طرح الملفات من جديد على الساحة، وهو ما أثار جدلاً ضخمًا وفضح عدة جهات.
ويأتي ذلك بعد مطالبات وزير الخارجية الحالي “مايك بومبيو” بنشر تلك الرسائل، وهو ما يعد استجابة سريعة لمطالب متكررة في أميركا، خاصة من الحزب الجمهوري بالتزامن مع المنافسة في الانتخابات الرئاسية الحالية.
وكشفت رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون التي تكشف مخططات إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لنشر الفوضى في الشرق الأوسط خلال ثورات الربيع العربي، فضلاً عن دعم الإخوان وقطر في إشعال الأزمات بدول المنطقة.
ومن بين التسريبات التي تم طرحها، هو رسالة تشارلز دبليو السفير الأميركي السابق في السعودية إلى كلينتون التي قال فيها إن: “المجتمع السعودي هو الوحيد على هذا الكوكب الذي لم يخترقه الاستعمار الغربي ولم تخترقه أي جيوش أوروبية، كما أن حدودها لم تُنتهك لا من المبشرين ولا من التجار”، فضلاً عن كشف رفض الرياض لغزو العراق في ديسمبر 2002 حيث كتبت كلينتون في إحدى الرسائل: “السعوديون لم يعودوا يثقون بنا في أخذ مصالحهم بعين الاعتبار أو لحمايتهم من أعدائهم، بعد ما حدث، في ديسمبر 2002 الولايات المتحدة عندما تم غزو العراق وكانت السعودية تعارض ذلك بشدة”.
بالإضافة لفضح الرسائل لواقعة إغلاق وزير الخارجية السعودي السابق الراحل الأمير سعود الفيصل الهاتف في وجه كلينتون بعد طلبها من الرياض عدم إرسال قوات سعودية إلى البحرين عام 2011.
وفي رسائل أخرى، تبين أن قطر فتحت أبوابها لعناصر لها علاقة بأعمال ومخططات إرهابية من خلال إنشاء مؤسسة إعلامية مشتركة بين جماعة الإخوان والدوحة بقيمة 100 مليون دولار، وأن هيلاري زيارتها لمدة يومين، في مايو 2010، بعدما عقدت اجتماعًا خاصًّا في فندق « مع مدير قناة الجزيرة وضاح خنفر والمدير العامّ لقناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية توني بورمان، ثم لقاء مع أعضاء مجلس إدارة الجزيرة في مقر القناة، شاركت فيه القيادة القطرية، ثم لقاء مع رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني.
وبحسب التسريبات الإلكترونية، فإن “هيلاري كلينتون” طالبت قطر بتمويل ما سُمي بثورات الربيع العربي عبر صندوق مخصص لمؤسسة كلينتون، لذلك أودعت فيه الدوحة مبالغ طائلة كجزء من صفقة لصالح تمويل مخطط الربيع العربي وإشعال الشرق الأوسط بأعمال عنف وإرهاب، بينما تعهد المسؤولون القطريون بتقديم هذا المبلغ في 2011 بمناسبة عيد ميلاد بيل كلينتون الخامس والستين وسعوا للقاء الرئيس الأميركي السابق بشكل شخصي في السنة التالية لتقديم الشيك له.
فضحت أيضًا التسريبات الكثير من العلاقة مع قطر والإخوان والدعم الإرهابي، حيث أظهرت إحدى الرسائل محادثة لكلينتون مع رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم حول ما سمي بصندوق الاستثمار المصري الأميركي وطلب مشاركة قطر في الصندوق، لما يفتح لها المجال للتدخل في الشأن المصري، الذي دشنته واشنطن تحت مسمى توفير فرص العمل والمساهمة في توسيع قطاع الأعمال التجارية الصغيرة من خلال زيادة الوصول إلى رأس المال وتعزيز القطاع الخاص، ولكنه كان في الحقيقة لعبة كبرى وصفقة بين الإدارة الأميركية وقتها وقطر للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط من باب مصر.
وأوردت الوثيقة أنه تم إطلاق صندوق الاستثمار المصري الأميركي في البداية بمبلغ 60 مليون دولار، وأعلنت قطر عن حزمة مساعدات بقيمة 2 مليار دولار لمصر، لكن كشفت الوثيقة رغبة قطر في التدخل في الشأن المصري وكذلك الشأن التونسي عبر المال الذي يدعم نظام الإخوان الذي كان يسيطر على السلطة حينذاك بعد الربيع العربي.
لم يقتصر الأمر على ذلك، فتوضح رسائل أخرى رغبات الولايات المتحدة في دك ليبيا، حيث قدم رجل أعمال ليبي يحمل الجنسية الأميركية يدعى “عمر التربي” في رسالة إلى “هيلاري” يشرح بها المواقع الإستراتيجية التي يجب أن تُقصف في ليبيا، حيث إن التربي كان صديقًا للقذافي ودائم الظهور على قناة الجزيرة وشريكًا في مؤامرة محاولة اغتيال الملك “عبدالله”.