يتفشى فيروس كورونا بين عمال منشآت مونديال 2022 في قطر إلى حد غير مسبوق، دون وجود محاولات جادة لحل تلك الكارثة التي أودت بحياة العشرات، في ظل تجاهل الحكومة لتحذيرات واحتجاجات العمال، ومطالباتهم بضرورة وقف العمل أو تخفيف الكثافة العمالية منعاً لزيادة تفشي الوباء.
فاض الكيل بالعمال، وتقطعت بهم السبل فلم يجدوا سوى تقديم شكاوى حقوقية إلى الجهات الدولية، بغرض حمايتهم من بؤرة الوباء التي يعيشون بها، ومطالبة الحكومة القطرية بسرعة التدخل لإنقاذهم، فضلاً عن ضرورة نقل الحالات المصابة إلى أماكن مخصصة للعزل.
في هذا السياق، كشف مصدر بمنطقة المخيمات الصناعية، عن اعتقال الأمن القطري لثلاثة عمال من المنشآت، يحمل اثنان منهم الجنسية النيبالية، فيما يحمل الأخير الجنسية الهندية، بسبب تواصلهم مع جهة حقوقية أوروبية، كاشفين عن ملابسات تفشي الوباء في المنطقة الصناعية وإصابة المئات من العمال.
وأكد المصدر لـ”ملفات عربية” أن العمال الثلاثة قاموا بإرسال صور ومقاطع صوتية للوضع المزري بالمخيم، وأثناء التصوير التقطهم أحد رجال الأمن، والذي بدوره أخبر القيادات؛ ما أسفر عن إلقاء القبض على العمال، لافتاً أن العمال تم رصدهم خلال اقتياد الأمن لهم باتجاه سيارة مصفحة منذ ثلاثة أيام ولم يعودوا إلى المخيم حتى الوقت الحالي.
المصدر، أوضح أن العمال الثلاثة بينهم شخص مصاب بأعراض كورونا، كما أنهم كان يقودون حملة من أجل حشد العمال لتنظيم وقفة احتجاجية ضد سوء الأحوال الطبية داخل المنطقة الصناعية.
ويواجه العمال في قطر ظروفًا مأساوية، تتوالى بخصوصها الإدانات الدولية والحقوقية ضد انتهاكات النظام القطري، وكانت اعتبرت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في تقرير نشرته أغسطس الماضي، أن جهود السلطات القطرية لحماية حق العمال الوافدين “غير ناجحة” إلى حد كبير، بينما رفضت قطر نتائج التقرير، قائلة: إن المنظمة “تعمدت التضليل” وإن التقرير لا يعكس حقيقة الأوضاع.
وذكرت “هيومن رايتس ووتش” (HRW)، في “تقرير بعنوان كيف نعمل بدون أجر؟: انتهاكات الأجور بحق العمال الوافدين قبل كأس العالم 2022″، أنه رغم بعض الإصلاحات خلال السنوات الأخيرة، يستمر عدم دفع الأجور، بالإضافة إلى انتهاكات أخرى منتشرة ومستمرة لدى 60 صاحب عمل وشركة على الأقل في قطر.
