حرب مشتعلة بالرغم من محاولات أممية كثيرة لعقد هدنة بين الطرفين أبرزها لقاءات جدة، ولكن في السودان يتنازع الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي؛ ما أثر بشكل كبير على الوضع للمواطنين بعد حرب مشتعلة منذ منتصف أبريل.
وقد أدت الحرب إلى قتل آلاف المواطنين من المدنيين وكذلك نزوح ما يقرب من 5 ملايين مواطن سوداني لدول الجوار؛ ما أدى إلى أزمات داخلية بسبب القتال المستمر دون توقف.
المعارك المقامة حالياً أدت إلى تحذير ممثلة للأمم المتحدة من أن المعارك الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع تقترب من الحدود مع جنوب السودان ومن منطقة أبيي المتنازع عليها بين البلدين، وقالت مبعوثة الأمم المتحدة إلى القرن الإفريقي هانا تيتيه، إن النزاع الدائر في السودان له عواقب إنسانية وأمنية واقتصادية كبيرة تقلق القادة في جنوب السودان.
في جلسة لمجلس الأمن عقدت بشأن الملف السوداني، أشارت هانا إلى أنه مع التطورات العسكرية في السودان، واستيلاء قوات الدعم السريع مؤخّرًا على مطار وحقل بليلة النفطي، تقترب المواجهة العسكرية بين القوات المسلحة السودانيّة وقوات “الدعم السريع” من تخوم أبيي والحدود مع جنوب السودان.
وقد دعت منظمة اليونيسف إلى مضاعفة الالتزام بمعالجة محنة الملايين من الأطفال والأسر في السودان، موضحة أن ثلاثة ملايين طفل فروا من العنف، معظمهم داخل البلاد؛ بحثا عن الأمان والغذاء والمأوى والرعاية الصحية، وقالت المنظمة إنه بعد مرور 200 يوم على اندلاع الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني يعد السودان الآن أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم.
ومؤخراً قُتل 34 شخصا على الأقل بينهم 14 امرأة في قصف استهدف أحد الأسواق الشعبية بمدينة أم درمان الواقعة غرب العاصمة السودانية الخرطوم، ومعظم الضحايا هم من الباعة والمتسوقين، ومع دخول القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع شهره الثامن تزايدت الخسائر البشرية بشكل كبير، حيث قدَّرتها مصادر مستقلة بأكثر من 10 آلاف قتيل.
ويقول المحلل السياسي السوداني، محمد إلياس: إن الوضع في السودان حالياً لا يمت بأي صلة للإنسانية، في ظل أن الحرب أصبحت مستمرة دون توقف، وتم تحويلها لحرب طويلة الأمد، وكل طرف يسعى للسيطرة علي أماكن لفرض نفوذه، وما يحدث في السودان تطور عسكري على مستوى عالٍ، وسط انغلاق أفق أيّ حل سياسي، حيث ترتبط التطورات العسكرية بتوسع الاشتباكات لتخرج خارج الخرطوم، وتستولي على مدن إستراتيجية.
وأضاف إلياس في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن معظم مواطني السودان وبشكل خاص العاصمة الخرطوم يعيشون حالة من الهلع الشديد بسبب أزمة الغذاء والدواء والكهرباء والمياه الطاحنة التي دفعت الكثير من السكان للمغامرة بالنزوح مجدداً رغم الانهمار المستمر للرصاص.