تحولت قطر إلى خزينة تركية فعلياً، فتارة تمول الاقتصاد المتأزم وأخرى تدعم الحروب العسكرية خارج حدود أنقرة وثالثة تقدم المال للمرتزقة التابعين لها، وكل ذلك من أجل إرضاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي ينشر الإرهاب والفوضى بين مختلف البلدان.
وبعد أن اتجهت أنظار المستعمر التركي صوب جنوب القوقاز، سارع إلى لقاء الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بالأمس، تحت مزاعم أنه “سيبحث مع الرئيس التركي العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، إضافةً إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
وفي حقيقة الأمر، فإن أردوغان يبحث في الدوحة عن دعم مالي قطري لتمويل الحرب في الإقليم المتنازع عليه مع أرمينيا ودعماً لأذربيجان، حيث بدأ الرئيس التركي الأسبوع الماضي عمليات نقل المرتزقة من السوريين والليبيين إلى أذربيجان، بمساندة وتمويل وتدريب العناصر الإرهابية في قطر.
وقالت مصادر رفيعة المستوى: إن أردوغان طلب من تميم خلال لقاء أمس بدعم المرتزقة الذين يتم نقلهم لدعم أذربيجان مقابل 20 مليون دولار، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تركيا والتي تعتبر عائقاً في تمويل وتسليح ونقل المرتزقة السوريين، لذلك سيستعين أردوغان بأموال قطر لأغراض الحملة العسكرية ضد أرمينيا.
وبعد الاتفاق بين قطر وتركيا، لم يخلُ الأمر من حليفتهم إيران التي يتبع نهجها الشيعي 10% من سكان الإقليم، حيث كشفت مصادر أن طهران دعمت ذلك الاتفاق بين الدوحة وأنقرة لزيادة مكاسبها المزيفة أمام شعبها بتقديمها يد العون للشيعة في مناطق النزاع، ولكن دون معرفة الدعم المالي.
وتابعت: إنه رغم العلاقة بين ثلاثي الشر في المنطقة إلا أن الجانب القطري كان حريصاً على أن لا تعلم إيران بالدعم القطري لأردوغان حتى يتجنب أمير قطر الاستياء الإيراني، خاصةً أن إيران قدمت مساعدات لقطر بعد المقاطعة العربية الذي فرضته الدول الخليجية.
ويسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تأجيج الصراع الضخم حالياً بين أرمينيا وأذربيجان، بتصريحات مثيرة بعد الاشتباكات، التي وقعت على جانبي إقليم ناغورنو كاراباخ، خلال الأيام الماضية، والتي تعتبر الاشتباكات هي الأسوأ منذ عام 2016، حيث أوقعت خسائر بشرية ومادية من كلا الطرفين، على وقع دعوات التعبئة الوطنية؛ لذلك دعت الأمم المتحدة وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة بشكل خاص إلى وقف فوري لإطلاق النار.