نجاح القمة الخاصة بمجموعة العشرين في نيودلهي، كانت ناتجة عن حضور عربي مميز، حيث ضمت القمة 4 دول وهي مصر وعمان والسعودية والإمارات، والحضور كان يلقي بظلال النجاح العربي مؤخراً حيث يعتبر من أهم دول العالم نمواً اقتصادياً.
السعودية هي بالأساس عضو في مجموعة العشرين، وشاركت دولة الإمارات ومصر وسلطنة عُمان في القمة كضيف شرف، من خلال حوارات ولقاءات مع الشركاء الدوليين للتباحث خلالها لمواصلة تعزيز التعاون في عدة قضايا.
والحضور العربي والإفريقي بقمة العشرين له مجموعة من الفوائد، على رأسها أن يكون هناك صوت عربي وإفريقي مؤثر في هذا التجمع الدولي الذي يضم حوالي 85 بالمئة من الناتج العالمي، و75 بالمئة من التجارة الدولية، إضافة لإعلاء مصالحهم وجعلهم شريكا حقيقيا وفاعلًا في صياغة التفاهمات السياسية والاقتصادية المحيطة بهذا التكتل الكبير.
ومؤتمر القمة الثامن عشر لمجموعة العشرين للدول ذات الاقتصادات الكبرى في العالم، غاب عنه رئيسا الصين وروسيا، اللتين تمثلان الاقتصاد الثاني والحادي عشر عالميا على التوالي.
غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، كان متوقعا، فهناك مذكرة اعتقال صادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، والمؤتمر الاقتصادي، تطور عن لقاء دوري لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية، إلى مؤتمر قمة يحضره زعماء الدول الكبرى التسعة عشر، زائد الاتحاد الأوروبي. المواضيع التي ناقشها المؤتمر عديدة، وكل مجموعة دول لديها اهتمامات معينة.
وتسعى الهند لقيادة الدول النامية وتمثيل مطالبها، وهذا الأمر ليس جديدا، فقد كانت سباقة إلى تأسيس مجموعة عدم الانحياز إبان الحرب الباردة، وعندما اختفت هذه المنظمة بعد اختفاء مسببات قيامها، لجأت الهند إلى المنابر الدولية الأخرى لطرح قضايا العالم الثالث، متنافسة مع الصين في هذا الأمر.
وقد أوضح وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح أن وجود المملكة العربية السعودية منذ عام 2008م بصفتها إحدى الأعضاء الرئيسيين في قمة مجموعة العشرين جاء نظير قوتها ونفوذها السياسي والاقتصادي، وقدرتها على التأثير في صنع السياسات الاقتصادية العالمية، ولما لها من مبادرات مميزة ومؤثرة في تحقيق أهداف المجموعة، فضلاً عن دورها المحوري في ضمان استقرار أسواق الطاقة في العالم.
وقد أعلن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، السبت خلال مشاركته في قمة العشرين بالهند، أنه تم التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، بما يعزز التبادل التجاري، ويعزز أمن الطاقة العالمي.
وقال الأمير محمد بن سلمان: “يسعدني اليوم أن نجتمع في هذا البلد الصديق، لتوقيع مذكرة تفاهم بشأن مشروع إنشاء ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وذلك تتويجا لما عملنا عليه سويا خلال الأشهر الماضية، لبلورة الأسس التي بُنيت عليها هذا المذكرة، بما يحقق المصالح المشتركة لدولنا من خلال تعزيز الترابط الاقتصادي، وما ينعكس إيجابا على شركائنا في الدول الأخرى والاقتصاد العالمي بصورة عامة”.
وأكد النشطاء على الحضور المميز والنجاح الباهر للدول العربية المشاركة في القمة، مؤكدين على أن العالم حالياً يعلم بشكل واضح أهمية الوطن العربي وكيف سيكون الرابط لدول العالم ببعضها.