بدماء باردة يقوم الإرهاب في دولة مالي بالعديد من العمليات الإرهابية التي تسعى للسيطرة على البلاد، ومؤخراً استهدفت عملية انتحارية معسكرا للجيش المالي في غاو بعد هجومين أسفرا عن مقتل 64 شخصاً بينهم 49 مدنيًا و15 جنديًا في شمال البلاد أيضا، حسبما أفاد الجيش المالي.
وفي النهاية سقط أكثر من 120 قتيلاً في أعقاب الهجمات التي نفذت في مناطق متفرقة من شمال دولة مالي، كان آخرها تفجير انتحاري باستخدام سيارة مفخخة استهدفت قاعدة عسكرية تابعة للجيش المالي في مطار مدينة غاو، أكبر مدينة في شمال مالي.
ولم ترد تفاصيل كثيرة، فيما أفاد شهود العيان بأن هجوما شن بواسطة آليتين مفخختين تخلله إطلاق نار أيضا، حيث يأتي الهجوم في جو من الضغط المتنامي الذي تمارسه جماعات مسلحة على الدولة في شمال البلاد منذ أسابيع؛ ما يثير مخاوف من تفاقم العنف.
وأعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التابعة لتنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن هجوم بامبا، بحسب منظمة “سايت” الأميركية غير الحكومية المتخصصة في رصد الجماعات المتطرفة.
الهجوم الإرهابي يفتح أبوابا جديدة من الصراع داخل مالي، حيث بعد خروج القوات الفرنسية من البلاد إثر الانقلاب العسكري الذي طالب بطرد الجنود الفرنسيين الذين يواجهون الإرهاب.
ومن جهة أخرى تسعى قوات فاغنر الروسية للسيطرة على البلاد، ودعم القوات العسكرية التي قامت بالانقلاب العسكري.
وشهدت مالي مواجهات اندلعت بين مقاتلي تنظيم القاعدة الإرهابي وقوات فاغنر الروسية، حين حاولت المجموعة الروسية الخاصة مساندة الجيش المالي في السيطرة على قرى تابعة لمحافظة سيغو، وقالت القاعدة عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي: إنها نجحت في صد قوات فاغنر، وتواردت أنباء حول تحطم طائرة خلال المواجهات.
وكانت السلطات الحاكمة في دولة مالي قد طردت القوات الفرنسية العام الماضي، بعد أن اتهمتها بالفشل في القضاء على الإرهاب خلال عشر سنوات من محاربته، وتوجهت نحو عقد شراكة عسكرية مع روسيا، دخل بموجبها آلاف من مقاتلي فاغنر إلى مالي.
ووجهت الجماعة الإرهابية تحذيرات جدية إلى التجار وأصحاب الشاحنات الذين ينقلون البضائع والأشخاص من وإلى تمبكتو، وطلبت منهم التوقف عن الحركة، لأن ذلك سيعرض حياتهم للخطر، وفق بيانات صادرة عن التنظيم الإرهابي الأخطر في مالي.
ويقول المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإرهابية، مصطفي حمزة، إن تزايد وجود داعش والقاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى خلال الفترة الأخيرة في شمال مالي إلى تدهور الأوضاع الأمنية، والسبب يعود إلى محاولة التنظيمات للسيطرة على بقعة جديدة بعد هروبهم من سوريا والعراق.
وأشار حمزة في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية” إلى أن الدور المهم الذي كانت تلعبه القوات الفرنسية والغربية في التصدي للجماعات الإرهابية في شمال مالي أصبح غير متواجد، وبالتالي سيطرت قوات فاغنر، وهي في مواجهة الأولى من نوعها خاصة أنها ليست في حرباً نظامية، وذلك مع تنامي الجماعات الإرهابية والتوترات السياسية في دول الساحل الإفريقي.