لم تنعم ليبيا إلا بقليل من السلام أو الأمن منذ انتفاضة 2011، التي دعمها حلف شمال الأطلسي، وانقسمت في 2014 بين فصائل متحاربة في الشرق والغرب.
اشتباكات هي الأعنف منذ سنوات تشهدها طرابلس عندما أطلق فصيل سراح قائد فصيل آخر منافس، حيث شهدت الاشتباكات وصول الضحايا إلى 55 قتيلا و146 جريحًا بعد يومين فقط.
وتسبب احتجاز هذا القائد في اندلاع الاشتباكات وجرى تسليمه إلى فصيل ثالث محايد.
القتال الدامي جاء بسبب قوة الردع الخاصة واللواء 444 هما من أقوى الفصائل المسلحة في طرابلس، وقامت قوة الردع الخاصة بالإفراج عن محمود حمزة قائد اللواء 444 الذي أدى احتجازه إلى اندلاع الاشتباكات، وقد بدأ القتال بعد احتجاز قوة الردع الخاصة، التي تسيطر على مطار معيتيقة الرئيسي بطرابلس، لحمزة في أثناء محاولته السفر.
ومؤخراً عاد الهدوء إلى العاصمة الليبية بعدما شهدت أسوأ أحداث عنف هذا العام والنزاع توقف بعد مفاوضات أسفرت عن إطلاق أحد الفصيلين سراح قائد الجانب الآخر، ووجّه رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة في وقت سابق بتشكيل لجنة تتولى حصر الأضرار التي لحقت بممتلكات المواطنين جراء هذه الاشتباكات.
وأعلن الدبيبة انتهاء الاشتباكات في العاصمة طرابلس وعودة الأمور إلى نصابها، محذرًا من تكرار ما حدث، وملوحًا باستخدام القوة، وقال الدبيبة في كلمة ألقاها الخميس، ضمن اجتماع عقده مع أعيان وحكماء منطقة سوق الجمعة: إن “ما حدث لن يمر مرور الكرام، وإن عودة الاقتتال أمر مرفوض، كما أن الوطن لا يحتمل أي تصرفات غير مسؤولة”، وشدد الدبيبة على أهمية التعاون مع الأجهزة الأمنية كافة لفرض الأمن وضمان استتبابه.
وانطلقت احتفالات في أحياء متعددة من العاصمة الليبية طرابلس ابتهاجا بأنباء انتهاء الاشتباكات.
وكانت قد خرجت دعوات عربية وأممية لوقف العنف، وقد دعا الاتحاد الأوروبي الأربعاء، جميع الأطراف الليبية إلى الامتناع عن الأعمال العدائية والدخول في حوار لتهدئة الوضع.
كما دعت وزارة الخارجية السعودية، كافة الأطراف الليبية إلى ضبط النفس وتعزيز الأمن والاستقرار والمحافظة على المكتسبات.
وأكدت الخارجية السعودية في وقت سابق أن المملكة تعبر عن قلقها جراء الاشتباكات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس وتدعو لوقفها.