بعد سنوات من الابتعاد باتت تركيا من حلفاء العرب، ومؤخراً أصبحت عنصراً هاماً داخل المنطقة لما تبحث عنه من دعم للاقتصاد التركي، وعقب زيارة إلى دول الخليج قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تم توطيد العلاقات “السعودية – التركية”.
حيث أصبح التعاون التركي السعودي في مجالات متعددة، وأبرزها إعلان الشركة السعودية للصناعات العسكرية، أن المملكة وقعت اتفاقية توطين استراتيجية مع شركة “بايكار” تكنولوجيز التركية لتوطين صناعة الطائرات المسيرة في البلاد.
وفي يوليو اتفقت السعودية على شراء طائرات مسيرة تركية من شركة بايكار في أكبر عقد دفاعي في تاريخ تركيا.
وتساهم الاستثمارات والتمويل من الخليج في تخفيف الضغط على الاقتصاد التركي واحتياطياته من العملة منذ 2021، عندما بدأت أنقرة جهودا دبلوماسية لإصلاح العلاقات مع السعودية والإمارات.
من المتوقع أن تعزز الصفقة التاريخية البالغة 3.1 مليار دولار التي وقعتها شركة بيكار الرائدة في تصنيع الطائرات بدون طيار في تركيا مع المملكة العربية السعودية، الشهر الماضي، الصادرات العسكرية التركية إلى مستوى قياسي هذا العام، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع شركة الخليج.
وأعلنت وكالة الصناعة الدفاعية التابعة للحكومة التركية عن صفقتين إضافيتين، الأولى بين الشركة السعودية إن سي إم إس وشركة أسيلسان التركية لإنتاج الإلكترونيات الدفاعية، حيث يستلزم التعاون في الأنظمة الكهروضوئية وتقنيات مجموعات التوجيه، والصفقة الثانية بين إن سي إم إس وشركة روكيتسان التركية لصناعة الصواريخ، حيث تغطي الذخائر الذكية وأدوات التوجيه.
والصادرات العسكرية سجلت في يوليو وحده أعلى مستوى شهري لها على الإطلاق بلغ 657.5 مليون دولار.
ويتفق ممثلو القطاع على أن هدف التصدير البالغ 6 مليارات دولار، سوف يتحقق بسهولة هذا العام. وبعد الاتفاق مع المملكة العربية السعودية، يعتقد البعض أن الرقم قد يصل إلى 8 مليارات دولار. وبلغت صادرات القطاع 4.3 مليار دولار في عام 2022 ، وهو أكبر رقم سنوي حتى الآن.
ويقول الباحث السياسي عبد العزيز الخميس: إن العنصر الرئيسي في صفقة الاتفاقيات التي أبرمتها مؤخرا شركة بايكار التركية المختصة في صناعة المسيرات مع السعودية هو نقل الإنتاج إلى الخارج وتحديدًا إلى السعودية.
مضيفاً بقوله: توقع المدير العام لشركة بايكار خلوق بيرقدار إقامة شراكة قوية واستراتيجية بين تركيا والمملكة العربية السعودية، وقال بيرقدار: “أعتقد أن الجهود المشتركة للبلدين ستسهم في الاستقرار الإقليمي والعالمي”، وجاءت خطوة بايكار في الوقت المناسب للغاية وتم تصميمها بذكاء لاستغلال الزخم الإيجابي الذي أفرزه تجديد العلاقات الدبلوماسية الخليجية التركية.
وأكد الخميس بأن هذا البيع لا يمثل فقط صفقة مهمة بين دولتين إقليميتين، بل يمثل صفقة جيوسياسية.