تعيش جماعة الإخوان الإرهابية أزمات من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وباتت الجماعة منبوذة داخل المجتمعات في الشرق الأوسط، وبات عليها البقاء في انتظار الموت النهائي.
ومنذ 2013، وقاعدة الجماعة بدأت تنهار من دولة إلى أخرى، وفي دول المغرب العربي كانت نهاية الإخوان في تونس ثم المغرب ثم موريتانيا، وأصبحت الجماعة قاب قوسين أو أدنى من الموت نتيجة للانقسامات التي ضربتها مؤخراً.
وضربت الانقسامات داخل حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل”، الذراع السياسية للإخوان في موريتانيا، حتى وصلت إلى هرم القيادة، وآخرها استقالة رئيس الحزب المؤسس محمد جميل منصور بعد أسابيع من تجميد عضويته.
حزب “تواصل” يواصل سلسلة استقالات ومغاضبات في الصف الأول والثاني، منذ دفع إخوان موريتانيا بمرشح من خارج الحزب هو رئيس الوزراء الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر، لمنافسة الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني.
وكان ترشيح ولد بوبكر محل خلاف كبير، ومؤشر عقم سياسي للحزب، الذي لم يستطع أن ينجب مرشحه الخاص للرئاسيات؛ ما أثار تمردًا صامتًا داخل القيادة.
وهنا بدأت الانقسامات تظهر للعلن داخل فريق “تواصل” النيابي في البرلمان.
كما وجه محمد جميل منصور، الرئيس السابق المؤسس لحزب إخوان موريتانيا “تواصل”، انتقادات متتالية إلى قيادات الإخوان، على خلفية موقفهم من دعم المرشح الرئاسي ولد بوبكر.
وأعلن ولد منصور استقالته من الحزب، وذلك بعد أشهر من إعلانه ترك مسافة بينه وبين العمل السياسي في حزب تولى رئاسته مدة 12 عاماً، وقال ولد منصور، في بيان عبر حسابه الشخصي في موقع “فيسبوك”، إنه وجد نفسه مضطراً إلى الاستقالة من الحزب من جراء اختلالات نبه إليها، وأضاف أنه قدم ملاحظات، وأشار إلى اختلالات، “وانتظر أي علاج، ولو قليل، أو تصحيح، ولو كان محدوداً”، مُشيراً إلى أن ما انتظره “لم يقع”.
وأبدى ولد منصور منذ عام 2019 عبر مواقفه انحيازاً إلى نظام الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، بعدما كان معارضاً قوياً لسلفه محمد ولد عبد العزيز، وهو ما أثار تكهنات بأنه يتجه إلى الانضمام إلى حزب “الإنصاف” الحاكم.