جماعة الإخوان الإرهابية سمتها الرئيسية هي العبث بالدول ومحاولة إفراغها من مؤسساتها للسيطرة على البلاد ونشر العنف والإرهاب، وبعد ضربات ساحقة للجماعة في الوطن العربي وتركيا بات عليها البحث عن الملاذ الآمن، وهو ما تستغله الجماعة بشكل جيد داخل الأوساط الأوروبية.
وقد انتشرت قواعد الجماعة الإرهابية في البلاد الأوروبية، مما استدعى تحذيرات حكومية وغير حكومية من نشر الإرهاب والعنف في القارة العجوز.
ومؤخراً رفعت ألمانيا درجة الحذر من جماعة الإخوان المسلمين، بينما تبعث بمخاوفها من التأثيرات المتنامية على المجتمعات الأوروبية، فالتحركات الأوروبية لمواجهة نشاط الجماعة الأم لقوى الإسلام السياسي، وتعطيل شبكاتها المختلفة، سواء الثقافية أو المجتمعية، فضلاً عن المساجد والمراكز الدينية، بات واضحاً ويعكس إستراتيجية مباشرة للحدّ من مخاطر الإرهاب.
وتقارير، أمنية واستخبارية وحتى السياسية والإعلامية، في ألمانيا، بخصوص مخاطر الإخوان، كونها أمراً جديداً أو مباغتاً، بل إنّ ثمة سوابق عديدة لهذا الموقف الذي يبدو ثابتاً في الذهنية الرسمية الألمانية، ويؤكد التخوف من الجماعة الإسلاموية، والأعباء التي تفرضها على المجتمع الألماني والمخاطر المحدقة بـ”الديمقراطية”.
ويكاد تنظيم الإخوان الإرهابي يكمل مائة عام من الوجود الصاخب، ورغم فشله في كل الساحات والمساحات وخصومته الممتدة مع المجتمعات والحكومات بما كان يحتم عليه أن يحرص على المراجعة الجادة لأهداف مشروعه ووسائله وسلوكه في السعي لأهدافه تمسكت الجماعة برفع شعار “المحنة” التي تستلزم الصبر، ولكن ذلك عكس ما يسير في أوروبا، حيث تسعى الجماعة للانتشار سريعا.
وكشف تقرير استخباري، قبل أعوام قليلة، أن تنظيم الإخوان، المصنف على قوائم الإرهاب أخطر من تنظيمَيْ داعش والقاعدة الإرهابيين.
وقال رئيس جهاز الاستخبارات في ولاية شمال الراين فيستفاليا في ألمانيا، بوركهارد فرايير، إن “الجمعية الإسلامية في ألمانيا وشبكة المنظمات الناشطة تنشد، رغم الادعاءات الرافضة، هدف إقامة دولة إسلامية في ألمانيا”.
وحذر من أنه “على المدى المتوسط قد يصدر من تأثير الإخوان المسلمين خطر أكبر على الديمقراطية الألمانية مقارنة مع الوسط السلفي الراديكالي الذي يدعم أتباعه تنظيمات إرهابية مثل “القاعدة” أو “داعش””.
وشبكات الإخوان المتجذرة في أوروبا لا تتوقف عن “هندسة المجتمعات من جديد بما يخدم مصالحها التنظيمية الحركية وكذا الأيديولوجية” هذه التنظيمات الإسلاموية تسعى إلى الاستفادة البراغماتية من الحماية القانونية التي توفرها التشريعات الخاصة بالمجتمع المدني.