منذ اشتعال الصراع بالسودان في إبريل الماضي، اتجهت أصابع الاتهام نحو تنظيم الإخوان، بلعبه دورا في تأجيج الخلافات والاشتباكات، وهو ما تم الكشف عنه لاحقا، لتظهر مجددا أدلة جديدة تثبت ضلوع التنظيم الإرهابي في تلك الأزمة غير المنتهية وعدم إنجاح أي محاولات للهدنة أو التوصل للسلام.
خلال الساعات الماضية، انتشرت عبر وسائل إعلام سودانية عدة إثباتات جديدة وقاطعة تؤكد أنّ (الكيزان) هم من أشعلوا الحرب في البلاد، وهم من يحاولون تعزيزها.
وأفاد موقع “الراكوبة” السوداني، أنّ المخطط بدأ منذ رمضان الماضي، حين نظم الإخوان الإفطارات الجماعية خلال الشهر الكريم؛ وكانت بغرض التعبئة العامة وتهيئة الرأي العام للحرب، ولعودتهم المفترضة إلى سُدّة الحكم.
وتوجد عدة أدلة أخرى أنّها حرب “الكيزان” بامتياز، ظهرت في خطب عدد من قادة الإخوان؛ منهم الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي الذي قال في أول ظهور له عقب انقلاب 20 أكتوبر 2021: إنّ تنظيم الإخوان لن ينتظر طويلاً، في إشارة ضمنية إلى اتجاهه نحو العنف.
ومن الإثباتات أيضا مغادرة قادة النظام البائد سجن كوبر بعد أيام قليلة من بدء الحرب؛ على رأسهم: علي عثمان محمد طه، وأحمد هارون، ونافع علي نافع، وعوض الجاز، بعد أن قررت قيادة الجيش التي تُسيطر عليها الحركة الإسلامية فتح أبواب كافة السجون تمويهاً، حتى يتسنى لقياداتهم الفرار، الذي حدث بالفعل بحسب ما هو مخطط مُسبقاً.
وكانت الحركة الإسلامية، بحسب مصدر أمني طلب عدم ذكر اسمه، قد بدأت خطة إطلاق سراح قياداتها من سجن كوبر ببروفة في سجن الهدى، انتهت إلى إطلاق سراح آلاف السجناء، منهم 4 آلاف من المسجلين خطرين، ممّن كانوا محكومين بتهم خطيرة تشمل القتل والسطو المسلح .
فيما قال القيادي الإسلامي أحمد هارون، أحد الفارين من سجن كوبر، والمطلوب إلى المحكمة الجنائية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وهو كذلك آخر رئيس لحزب المؤتمر الوطني المحلول، قال في بيان صوتي ليلة هروبه من السجن: إنّهم اتخذوا قرارهم الخاص بتحمل المسؤولية وتوفير الحماية لأنفسهم في ظل ازدياد حدة الاشتباكات التي كانت تدور حولهم.
وبالطبع لم يتطرق هارون إلى تفاصيل خطة الهروب التي تمّت مناقشتها في التوقيت نفسه مع مناقشة خطة شن الحرب، وكانت ضمن الإجراءات الأولى لبداية الحرب على قوات الدعم السريع.
وقال المصدر: إنّ خطة إخراج قيادات الحركة الإسلامية من السجون كان من المفترض أن يتم تنفيذها منذ اليوم الأول للحرب، ولكن تأخرت بسبب تقديرات خاطئة للمجموعة العسكرية التابعة للحركة الإسلامية داخل الجيش، والمنوط بها تنفيذ مهمة التخطيط الحربي، والتي قدرت التوقيت من بداية الحرب حتى نهايتها (من 3 ساعات إلى 3 أيام)، لذلك عندما استمرت الحرب بعكس الفترة الزمنية المخطط لها، وبدت كفة القتال تميل لصالح الدعم السريع، بعكس تقارير المجموعة العسكرية الإسلامية، لكل ذلك تأجلت خطة هروب السجناء من السجون من ساعات إلى 10 أيام.
وصدر تقرير جديد عن منظمة “الفاو” المعنية بالأمن الغذائي، يكشف أن أكثر من 20.3 مليون شخص يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأضاف أن ما يقرب من 6.3 مليون شخص في مرحلة الطوارئ من مراحل الجوع الحاد.
كما أوضح أن أكثر من 42% من سكان البلاد يعانون انعدام الأمن الغذائي، وأكثر من 50% من سكان مناطق النزاع يواجهون الجوع الحاد، كذلك أوضح أن عددا من يعانون من انعدام الأمن الغذائي تضاعف خلال عام واحد، مشيرا إلى أن الولايات الأكثر تضرراً هي الخرطوم و كردفان ودارفور.
وكانت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتّاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمّد حمدان دقلو، أسفرت عن أكثر من 3900 قتيل، حسب منظّمة أكليد غير الحكومية، فضلا عن نحو 4 ملايين نازح ولاجئ حسب الأمم المتحدة.
وتتعاظم المخاوف من دخول البلاد في مجاعة واسعة النطاق، في ظل بوادر فشل موسم الزراعة المطري الذي يعتمد عليه أغلب السودانيين، نتيجة لشح الوقود والتقاوي وعدم توفر التمويل وملاحقة البنك الزراعي لمئات المزارعين المتعسرين عن سداد مديونياتهم.
إلى ذلك، فرّ أكثر من 3.9 مليون شخص من مناطق القتال، بينهم 3 ملايين نازح داخليًا، وبلغ عدد الفارين من العاصمة الخرطوم 71% من العدد الإجمالي لمن فضلوا هجران منازلهم بحثًا عن الأمان في الولايات الآمنة.