تصاعد متزايد لتغير المناخ في العراق، وآثار التغير المناخي، تفاقم خطر الجفاف في بلاد الرافدين، مع تسارع وتيرة الاحترار والجفاف وشح المياه والتصحر وتقلص المساحات الخضراء .
ووصلت العراق إلى مرحلة “انعدام المياه”، نتيجة للتدهور البيئي تحت وطأة نوبات الجفاف الحادة التي تضرب العراق، تكثف الحكومة تحركاتها باتجاه تركيا لزيادة الإطلاقات الواردة لنهري دجلة والفرات من أراضيها، وتأمين حصة العراق، في ظل الجفاف الذي ضرب البلاد.
وفي عام 2021 ، شهد العراق ثاني أكثر مواسمه جفافاً منذ 40 عاماً بسبب الانخفاض القياسي في هطول الأمطار، وعلى مدى السنوات الأربعين الماضية، انخفضت تدفقات المياه من نهري الفرات ودجلة، التي توفر ما يصل إلى 98٪ من المياه السطحية في العراق، بنسبة 30-40٪. كما تجف الأهوار التاريخية في الجنوب، وهي إحدى عجائب التراث الطبيعي.
وتتصاعد درجات الحرارة في العراق، حيث سجلت أعلى درجة حرارة بلغت حوالي 54 درجة مئوية في البصرة. ويعني انخفاض منسوب مياه الأنهار أن مياه البحر تندفع داخل الأراضي الجنوبية، مع تهديد الملوحة للزراعة. إن سبل عيش مجتمعات بأكملها وحتى وجودها على المحك.
ومؤخراً بحث وزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله،مع السفير التركي، علي رضا كوناي، تداعيات الجفاف الحاد الذي يشكو منه العراق، والتزامات تركيا بتأمين حصة العراق العادلة من المياه.
وتتبنى عدد من الرؤى الشعبية ما تريده تركيا من الاستفادة بالنفط العراقي بسعر تفضيلي، حيث تريد أنقرة محاربة وجود حزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية، لذا فإن هذه الملفات وملفات أخرى تريد تركيا فرضها كورقة تفاوض مقابل إطلاق أكثر للمياه باتجاه الأراضي العراقية.
وتراجعت موارد العراق المائية بنسبة 50 بالمائة منذ العام الماضي بسبب فترات الجفاف المتكررة وانخفاض معدل هطول الأمطار وتراجع منسوب الأنهار، وهذا أثر سلبا على الزراعة، التي تعتبر قطاعا حيويا للاقتصاد العراقي، حيث اضطر العراق إلى خفض مساحات الأراضي المزروعة إلى النصف خلال فصل الشتاء الماضي.
كما تهدد أزمة المياه صحة سكان العراق، البالغ عددهم 40 مليون نسمة، بسبب تلوث المياه وانتشار الأمراض.
ويتوقع أن تزداد هذه المشكلة سوءًا في المستقبل، ما لم تتخذ إجراءات عاجلة لحلها، وذلك وفقًا لتقارير أممية تؤكد أن نحو 3 من كل 5 أطفال في العراق لا يصل لهم الماء بشكل آمن.
وتنتشر التحذيرات العراقية الرسمية والشعبية على حد سواء، في جميع وسائل الإعلام والمنصات الرقمية، من خطر استمرار انخفاض منسوب نهري دجلة والفرات، ويعقد العراق المنتديات والاجتماعات والندوات، في محاولة لإيجاد حلول ناجعة تنهي شبح جفاف الرافدين.
ويعاني العراق مع سبع دول عربية، موجة حر غير مسبوقة، إذ ترتفع درجات الحرارة في بعض الأحيان إلى 50 درجة مئوية وهو ما يعرف بظاهرة “القبة الحرارية”، وتؤثر الكتلة الحارة على تعزيز الكتل الهوائية الحارة في طبقات الجو العليا، التي تنتج عن كتل هوائية حارة ناشئة عن تراكم الاحتباس الحراري.