في اليوم الـ98 للنزاع في السودان، ما زالت البلاد تشهد أزمات متتالية ومعارك متجددة بين الجيش وقوات الدعم السريع، بينما تفاقم الأمر بظهور قادة من نظام الحكم السابق لعمر البشير خارج أسوار السجن، ما أثار تساؤلات عدة.
على صعيد الأوضاع المحلية والاشتباكات، أفادت وسائل إعلام سودانية، اليوم الجمعة، بتجدد المعارك بالخرطوم ومدينة الأبيض الإستراتيجية الواقعة على بُعد 350 كيلومترا جنوب العاصمة، كما أفاد سكّان بوقوع ثلاث غارات جوية في الصباح الباكر، وقال أحد هؤلاء السكّان إنّ “الانفجارات مرعبة”.
وسمع دوي انفجارات قوية وقصف مدفعي وجوي بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران الجيش في سماء الخرطوم وأم درمان، وقال الجيش إن قواته اشتبكت مع قوات “الدعم السريع” أثناء تمشيط منطقة “أبوسعد” حتى محطة “الشقلة القديمة”.
وطوال الليلة الماضية شهدت الخرطوم ومدينة الأبيض قصفا صاروخيا ومدفعيا، بحسب ما أكّد سكّان لوكالة فرانس برس، وقال أحد سكان الأبيّض: إنّ “قصفاً مدفعياً يستهدف قواعد لقوات الدعم السريع” في المدينة، بينما أشار آخر إلى أن “سلاح الجو يقصف قوات الدعم السريع التي تردّ بنيران مضادات الطائرات”.
وفي سياق آخر، طالبت هيئة الاتهام السودانية في قضية انقلاب 30 يونيو 1989 الشرطة والاستخبارات العسكرية، بالقبض على متهمين موالين لنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، ظهروا في مناطق تقع تحت سيطرة الجيش بعد هروبهم من السجن.
وكان ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، تداولوا أول ظهور لرئيس حزب البشير المنحل أحمد هارون، والقيادي في الحزب عوض أحمد الجاز في ولاية كسلا شرقي البلاد، في لقاء يحثان خلاله المواطنين على دعم القوات المسلحة في الحرب الدائرة بينها وبين قوات الدعم السريع.
واعتبر المتحدث الرسمي باسم الهيئة، معز حضرة، في بيان، أن ظهور هؤلاء في مناطق سيطرة الجيش “أمر مثير للدهشة والاستغراب”، وأشار حضرة إلى أن المتهمين “مستمرون في تحريضهم على الحرب العبثية تحت سمع وبصر جنرالات الجيش السوداني وما تبقى من الشرطة السودانية”.
وكان عدد من قادة نظام البشير المتهمين في قضايا جنائية وسياسية وقضايا فساد، هربوا من سجن “كوبر” القومي بالخرطوم عقب اندلاع الحرب بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منتصف إبريل الماضي.
ويخوض الجيش وقوات “الدعم السريع” شبه العسكرية معارك في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى بالسودان في صراع على السلطة اندلع في منتصف إبريل.
وتسبب الصراع في نزوح ما يزيد على ثلاثة ملايين، بما في ذلك أكثر من 700 ألف فروا إلى البلدان المجاورة، ودخل السودان منذ 15 إبريل دوامة من المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، فشلت معها كل محاولات التهدئة، وزادت من معاناة سكان البلاد التي كانت تُعَدّ من الأكثر فقرا في العالم حتى قبل الحرب.