تسببت الحرب بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو ، قائد قوات الدعم السريع ، في إحداث دمار في العاصمة السودانية الخرطوم وإقليم دارفور، حيث يخشى الخبراء أن يؤدي اتساع الانقسام العرقي إلى مزيد من العنف.
ومنذ اندلاع الصراع في منتصف إبريل الماضي، وتلقى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان تقارير موثوقة عن العديد من الكوارث المتفاقمة حول الغذاء ونقص المياه والخدمات الاجتماعية الأساسية.
جاء ذلك مع ارتفاع أعداد القتلى إثر الحرب إلى 3 آلاف شخص فضلا عن خمسة آلاف جريح وتشريد الملايين، ولم يكن هناك سوى لحظات قصيرة من الراحة للمدنيين، ومعظمهم محاصرون وأجبروا على تقنين المياه والغذاء والكهرباء والأدوية.
ومن جانبه، قال مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: “من غير المعقول أن تتعرض النساء والأطفال في السودان – الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب هذا الصراع الأخرق – لمزيد من الكوارث بهذه الطريقة، مضيفا ما نشهده في السودان ليس مجرد أزمة إنسانية إنما كوارث متفاقمة.
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، فقد تقطعت السبل بالعديد من الأشخاص وانقطعت عنهم المساعدات الإنسانية الأساسية في الخرطوم ودارفور وكردفان.
وفي غضون ذلك، تواجه الحكومة السودانية أزمة كبيرة بعدم صرف رواتب الموظفين طوال الثلاثة أشهر الماضية، ما أدى إلى تداول على نطاق واسع دعوات لأصحاب محلات البقالة في الأحياء للسماح لزبائنهم بالاستدانة.
فيما ازدحمت وسائط التواصل الاجتماعي باستغاثات عاملين محتاجين، لأن رواتبهم لم تُصرف، ويجدون أنفسهم عاجزين عن البقاء في منازلهم بسبب القتال، أو مغادرتها إلى حيث يتوفر لهم الأمان وربما الغذاء، فيما لا يزال النظام المصرفي متعثراً، ما حال ويحول دون وصول حتى القادرين إلى أرصدتهم لتسيير شؤون حياتهم.
ويقول الإعلامي السوداني محمد إلياس إنه بسبب شدة الصراع، لم يُترك السودانيون أمام خيار سوى الفرار في ظروف بالغة الخطورة والصعوبة ، مما عرض الكثير لخطر الاعتداء الجسدي والسرقة واللصوصية، وفي بعض الحالات، منعوا من الخروج من مناطق النزاع وأجبروا على العودة إلى الأذى.
وأضاف في تصريحات لـ “ملفات عربية”، لا تزال حماية المدنيين مصدر قلق رئيسي ، مع تزايد العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي ، فضلاً عن الانفصال الأسري والانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال، حيث يتعرض أطفالنا إلى خطر متزايد بسبب الصراع والتي منها الارتباط بجماعات مسلحة بسبب إغلاق المدارس وعدم الحصول على الخدمات الاجتماعية.