على الرغم من الهدوء بشكل نسبي في سوريا إلا أن الأوضاع في البلاد لا زالت مشتعلة نتيجة لتواجد ميليشيا إيرانية تعبث بالبلاد، وتواصل القوات الإيرانية التابعة للحرس الثوري الدمار وافتعال الأزمات في البلاد وكأنها المسيطرة وتقوم ببث الرعب في قلوب أهل سوريا.
وفي ريف دمشق اختفت بشكل واضح الميليشيا الإيرانية الخاصة بملابسهم المميزة ولكن أكدت المصادر أن الميليشيا الإرهابية لا زالت متواجدة في البلاد بزي مدني.
وعناصر الميليشيات الإيرانية أو التابعة لها، من شوارع بلدة حجيرة الملاصقة لمنطقة السيدة زينب المعقل الرئيسي لطهران، بريف دمشق الجنوبي، فإن نشاط ونفوذ إيران في المنطقة مستمر ويزايد على الأرض وتحتها.
ومنذ بداية الحرب في سوريا عام ٢٠١١ اتخذت إيران من مسألة الدفاع عن مزار السيدة زينب الذي يؤمه آلاف الزوار الشيعة من إيران والعراق ولبنان وأفغانستان وباكستان، حجة لجذب المسلحين منها ومن أصقاع العالم إلى سوريا، إلى أن أصبحت تنتشر في سوريا ميليشيات إيرانية ومحلية وأجنبية تابعة لطهران، يزيد عددها على 50 فصيلاً، ويتجاوز عدد مسلحيها 60 ألفاً، يعملون تحت قادة خبراء عسكريين إيرانيين على تنفيذ إستراتيجية طهران التي قامت بمحاولات عدة لمد نفوذها أكثر في ريف دمشق الجنوبي.
ولكن المشهد حالياً مختلف جذرياً في حجيرة، إذ اختفى كلياً مشهد عناصر الميليشيات الإيرانية المرتدية الزي العسكري من شوارع البلدة، وكذلك مشهد عناصر الميليشيات الأخرى التابعة، إذ يقتصر الانتشار بالزي العسكري على عدد قليل من العناصر على حاجز وضع على طريق بلدة ببيلا قبل نحو 50 متراً من بداية الحدود الإدارية لبلدة حجيرة بينما وضع ساتر ترابي ضخم عند مدخل الأخيرة لمنع دخول السيارات، وخلفه حاجز آخر، يقف عليه أيضاً عدد قليل من العناصر يدققون بالداخلين سيراً على الأقدام وعلى الدراجات النارية والهوائية إلى البلدة.
ومؤخرا شهد شرق سوريا تصعيداً كبيراً في الساعات الماضية على خلفية هجوم بطائرة مسيرة إيرانية الصنع تسبب في مقتل متعاقد أميركي وجرح جنود أميركيين، وهو أمر سارعت الولايات المتحدة إلى الرد عليه بقصف جوي على منشآت مرتبطة بميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني، ما أسفر عن مقتل 14 مسلحاً، وتدمير مخازن ذخيرة. وهذا التصعيد الأكبر بين الطرفين منذ شهور، وجاء بعد أيام من غارات استهدفت مخازن أسلحة إيرانية قرب مطار حلب، وهو هجوم ألقت دمشق بالمسؤولية فيه على تل أبيب.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن الضربات الأميركية في سوريا تهدف إلى حماية الجنود الأميركيين هناك، حيث لا يزال تنظيم داعش والجماعات المسلحة المدعومة من إيران يشكلون تهديداً.
وأكد كيربي في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، وأنه لا ينبغي لطهران أن تشارك في دعم الهجمات على المنشآت الأميركية.