ذات صلة

جمع

ليبيا تشتعل.. مظاهرات في طرابلس والإخوان يُهاجمون “الردع” ويدعمون الدبيبة

تشهد ليبيا حالة من الاحتقان الشعبي والتوتر الأمني المتصاعد،...

قمة بغداد 34.. ملفات نارية على طاولة الزعماء العرب وسط تحديات إقليمية متصاعدة

تتجه أنظار العالم العربي إلى العاصمة العراقية بغداد، التي...

إيران تُنفّذ اغتيالات بالخارج عبر عصابات إجرامية.. هذه أبرز الأسماء!

شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في عمليات النظام الإيراني...

روسيا وأوكرانيا على طاولة التفاوض مجددًا.. هل تنجح الجهود في وقف الحرب؟

وسط اهتمام عالمي وترقب حذر، تنعقد اليوم الخميس في...

عودة القتال في الخرطوم بعد انتهاء الهدنة.. وتشرد مليوني سوادني ونصف وطرق دارفور تعج بالجثث

عادت أجواء الحرب مرة أخرى إلى السودان بعد انتهاء الهدنة الأخيرة التي استمرت 72 ساعة، لتندلع اشتباكات في مناطق عدة بالعاصمة الخرطوم، اليوم الأربعاء، بين طرفي الصراع.

وقبل وقت قصير من انتهاء الهدنة في السادسة صباح اليوم (04:00 بتوقيت غرينتش)، وردت تقارير عن اندلاع قتال في المدن الثلاث بمنطقة العاصمة الأوسع على ضفتي نهر النيل، الخرطوم، وبحري، وأم درمان.

وقال شهود عيان بالخرطوم إنهم سمعوا أصوات طائرات الجيش في وقت مبكر من اليوم الأربعاء في أجواء أم درمان، وكذلك دوي النيران المضادة للطائرات التي تطلقها قوات الدعم السريع ونيران مدفعية من قاعدة في شمال أم درمان وأصوات اشتباكات على الأرض في جنوب الخرطوم. وكان وقف إطلاق النار هو الأحدث في عدة اتفاقات هدنة عقدت من خلال محادثات بوساطة السعودية والولايات المتحدة في جدة، وبمثل ما حدث خلال أوقات وقف إطلاق نار سابقة، وردت تقارير عن انتهاكات من الجانبين، ذكرت مصادر عسكرية سودانية، أمس الثلاثاء، أن قوات الدعم السريع قصفت المقر الرئيس لجهاز المخابرات العام في الخرطوم.

ونشر الجيش السوداني، الثلاثاء، صوراً لما يبدو أنه حريق كبير بمقر المخابرات في الخرطوم، ويقع مقر المخابرات في نفس المجمع الذي يضم وزارة الدفاع والقيادة العامة للقوات المسلحة ومقر إقامة رئاسياً، وفقاً لوكالة “رويترز”.

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن اشتباكات عنيفة دارت، صباح الثلاثاء، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالقرب من المنطقة الصناعية في مدينة الخرطوم بحري، بينما سُمع دوي إطلاق نار متقطع في جنوب الخرطوم.

وتسببت الحرب المستعرة منذ شهرين في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في تشريد أكثر من 2.5 مليون سوداني بين نازح ولاجئ لا سيما في دارفور حيث الشوارع ملأى بالجثث، بحسب ما قالت الأمم المتحدة.

وتعد الجنينة، المدينة الأكثر تضرراً من الحرب والواقعة في إقليم دارفور حيث تدور أعنف المعارك، الشوارع المهجورة ملأى بالجثث والمتاجر تعرضت للنهب، ومنذ أيام يفرّ سكان الجنينة سيراً على القدمين في طوابير طويلة، حاملين معهم ما تيسر على أمل الوصول إلى تشاد الواقعة على بعد 20 كيلومتراً إلى الغرب، ويقول هؤلاء الفارون من أتون المعارك إنهم يتعرضون لإطلاق نار ويتم تفتيشهم مرات عدة على الطريق.

وبحسب منظمة “أطباء بلا حدود”، فإن “15 ألف سوداني من بينهم قرابة 900 مصاب فروا باتجاه تشاد تحت وابل من النيران التي يطلقها الجيش وقوات الدعم السريع ومقاتلون قبليون ومدنيون مسلحون”.

وفي مختلف أنحاء السودان بلغ عدد النازحين “مليوني شخص”، وفقاً للمفوضية العليا للاجئين، من جهتها أحصت المنظمة الدولية للهجرة أكثر من نصف مليون لاجئ سوداني وقالت إن “550 ألف شخص فروا إلى الدول المجاورة”.

وكان المجتمع الدولي تعهد خلال اجتماع عقد في جنيف، الاثنين، بتقديم 1.5 مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاج إليه المنظمات الإنسانية وفقاً لتقديراتها الميدانية.

ويعتمد 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة في بلد يغرق في الدمار والعنف بسرعة “غير مسبوقة”، وفق تعبير الأمم المتحدة.

وأدى الصراع إلى مقتل أكثر من ثلاثة آلاف وإصابة ستة آلاف، بحسب وزير الصحة السوداني، غير أن عمال الإغاثة وشهود يقولون، إن هناك جثثاً كثيرة لم تحص.

ووفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح “أكليد” تسبب النزاع في مقتل أكثر من 2000 شخص، إلا أن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.

كما أعلنت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، تقديم مساعدات إنسانية إضافية تقدر بنحو 172 مليون دولار إلى السودان والدول المجاورة له التي تواجه تأثير الأزمة الإنسانية المستمرة هناك.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان “بهذا التمويل، تكون الولايات المتحدة قد قدمت أكثر من 550 مليون دولار من المساعدات الإنسانية خلال السنة المالية الحالية إلى السودان والدول المجاورة له، ومنها تشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى، للتعامل مع احتياجات اللاجئين والنازحين داخلياً ومن تضرروا من الصراع في المنطقة”.

واندلع الصراع الدامي على السلطة في السودان يوم 15 إبريل وتسبب في أزمة إنسانية كبيرة نزح خلالها أكثر من 2.2 مليون شخص داخل البلاد وفر 400 ألف إلى دول الجوار، كما أنه يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها، وكانت هدن سابقة فشلت في وقف الصراع الدامي الذي بدأ في السودان منتصف إبريل الماضي، بين الجيش وقوات الدعم السريع.

spot_img