في تطور مثير للقلق، أعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، اليوم الخميس، عن مقتل أكثر من 100 شخص في اشتباكات عنيفة دارت بمخيمات النازحين وحولها في ولاية شمال دارفور السودانية.
وقال غراندي، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع “تويتر”: “هناك تقارير مروعة عن عنف جنسي تجاه النساء والفتيات.. سيتفاقم الأمر ما لم تتفق أطراف النزاع على وضع نهاية للقتال الذي يدمر السودان”.
وفي ذات السياق، عبرت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) مانديب أوبراين عن قلقها البالغ بشأن تأثير استمرار العنف على الأطفال في دارفور.
وأضافت على “تويتر”: “بعد شهرين من بدء الأزمة، أصبح مستقبل السودان على المحك”.
وأشارت إلى أن منظمة اليونيسيف وشركاءها بحاجة إلى وصول آمن وغير مقيد إلى جميع المناطق التي بها أطفال في حاجة ماسة إلى المساعدة.
وتسببت الحرب في نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص داخل السودان، ودفعت نحو 400 ألف للفرار إلى الدول المجاورة، وألحقت أضرارا جسيمة بالعاصمة التي أصبح من بقي فيها من السكان تحت رحمة المعارك والضربات الجوية والنهب.
واندلعت الأعمال القتالية بين الجانبين في 15 أبريل بسبب خلافات مرتبطة بخطة مدعومة دوليا للانتقال إلى حكم مدني، وتسبب الصراع في مقتل مئات المدنيين ونزوح أكثر من 1.9 مليون؛ ما سبَّب أزمة إنسانية كبيرة وسط مخاوف من امتدادها في المنطقة المضطربة، ويتركز القتال في العاصمة التي تحول معظمها إلى ساحة قتال تعاني النهب والاشتباكات.
فيما اندلعت اضطرابات في أنحاء أخرى مثل إقليم دارفور غربي البلاد، الذي يعاني بالفعل صراعا بلغ ذروته قبل نحو 20 عاما، وأبلغ سكان ونشطاء عن مزيد من التدهور في الأيام القليلة الماضية في مدينة الجنينة قرب الحدود مع تشاد، وموجات جديدة من الهجمات تشنها قبائل عربية على صلة بقوات الدعم السريع.
وسقط العديد من القتلى بينهم عدد من نشطاء حقوق الإنسان والمحامين والأطباء، بحسب هيئة محامي دارفور التي تراقب الصراع في المنطقة، وشهدت المدينة انقطاعا واسعا في الاتصالات لعدة أسابيع، ومن المدن المتضررة الأخرى مدينة الأُبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان إلى الجنوب الغربي من الخرطوم، وتقع على طريق رئيسي يؤدي إلى دارفور.
وكان حسن إبراهيم فضل، نائب أمين الإعلام في حركة “العدل والمساواة” السودانية، قال أمس الأربعاء، إن ميليشيات مسلحة قتلت والي غرب دارفور خميس أبكر.
بينما أعلن الجيش السوداني، فجر اليوم الخميس، أن قوات الدعم السريع اختطفت والي غرب دارفور، خميس عبدالله أبكر، ثم قتلته معتبرا أن تصفيته “تصرف وحشي يضاف إلى سجل جرائمها”. وكان حسن إبراهيم فضل، نائب أمين الإعلام في “حركة العدل والمساواة” السودانية، قال أمس الأربعاء إن “ميليشيات مسلحة” قتلت والي غرب دارفور.
وندد قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، “بالهجوم الغادر الذي قامت به قوات الدعم السريع والذي استهدفت فيه والي غرب دارفور، خميس عبدالله أبكر، وقامت بقتله بمدينة الجنينة”، مضيفا أن قوات الدعم السريع تستهدف المنشآت المدنية في مدينة الجنينة، مؤكدا أنه “لا علاقة لوالي غرب دارفور بمجريات الصراع بيننا والدعم السريع”.
كما دان سفير الاتحاد الأوروبي لدى السودان إيدان أوهارا، اليوم الخميس، مقتل والي غرب دارفور وعدد غير معلوم من المدنيين جراء الصراع في البلاد.وقال السفير في تغريدة: إن عملية القتل “الوحشية” للوالي أبكر أمس “أمر مروع”. وأضاف السفير أن مقتل الوالي يأتي في ظل تقارير بشأن وقوع أعمال عنف مرعبة على نطاق واسع في دارفور.