ذات صلة

جمع

ساعة الحسم.. لماذا اختارت واشنطن “مطلع الشهر” لإرسال مبعوثها للعراق؟

تشهد العاصمة بغداد حالة من الاستنفار السياسي مع إعلان...

تحت ستار “الحقوق”.. كيف يغذي الإخوان صراع الهويات في الشارع الفرنسي؟

تعتمد جماعة الإخوان في فرنسا على ترسانة من المنظمات...

ساعة الحسم.. لماذا اختارت واشنطن “مطلع الشهر” لإرسال مبعوثها للعراق؟

تشهد العاصمة بغداد حالة من الاستنفار السياسي مع إعلان واشنطن إرسال مبعوثها الرئاسي الخاص، مارك سافايا، في زيارة وُصفت بالحاسمة مطلع شهر يناير 2025.

وقالت مصادر: إن هذه الخطوة التي تأتي في توقيت شديد الحساسية، تفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية حول الرسائل التي تحملها الحقيبة الأمريكية، ولماذا اختارت إدارة “ترامب” هذا التوقيت بالتحديد للضغط على زر التحرك الدبلوماسي المكثف؟.

توقيت الزيارة.. صدفة أم هندسة سياسية؟

وأكدت المصادر، أنه لم يكن اختيار “مطلع الشهر” وليد الصدفة، بل جاء نتاج تقاطع ملفات داخلية وإقليمية وصلت إلى مرحلة الغليان.

وترى المصادر، أن واشنطن أرادت استباق جملة من الاستحقاقات حيث يمر العراق بمرحلة “عنق الزجاجة” في مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة بعد انتخابات نوفمبر المثيرة للجدل، كما أن واشنطن تريد وضع “قواعد اشتباك” واضحة مع أي كابينة وزارية قادمة قبل أن تتبلور التحالفات النهائية.

ويمثل العراق “الجسر البري” الأخطر في الحسابات الإقليمية. إرسال المبعوث في هذا التوقيت يهدف إلى ضمان عدم انزلاق بغداد لتكون ساحة خلفية لتصفية الحسابات أو ممرًا للدعم اللوجستي للفصائل المسلحة في ظل التصعيد الإقليمي.

ملفات لا تقبل التأجيل

وتحمل زيارة المبعوث الأمريكي مارك سافايا ملفات ثقيلة تتجاوز البروتوكولات الدبلوماسية، ويمكن تلخيصها في ثلاث نقاط ارتكاز منها ملف السلاح والسيادة ، حيث تتبنى الإدارة الأمريكية الحالية نبرة أكثر حدة تجاه “ازدواجية الدولة”، والرسالة الأمريكية واضحة وهي أنه “لا تعاون أمني أو استقرار اقتصادي دون حصر السلاح بيد الدولة”. واشنطن تضغط لتفكيك الفصائل المسلحة التي ما تزال خارج إطار السيطرة الفعلية للقائد العام للقوات المسلحة.

والاقتصاد والنفط، وبما أن المبعوث يمثل إدارة الرئيس دونالد ترامب، فإن “لغة الأرقام” حاضرة بقوة، تسعى واشنطن لفتح الأسواق العراقية أمام الاستثمارات الأمريكية الكبرى، خاصة في مجالي الطاقة والغاز، لتقليل الاعتماد العراقي على الغاز الإيراني، وهو ملف تراه واشنطن “أمنًا قوميًا”.

وتعتبر واشنطن أن عام 2025 هو عام “الفصل” في علاقة بغداد بطهران. الزيارة تهدف إلى تقوية مؤسسات الدولة العراقية لتمكينها من اتخاذ قرارات سيادية مستقلة، بعيدًا عن سياسة المحاور التي أرهقت الميزانية والمكانة الدولية للعراق.

ردود الأفعال في بغداد

تتباين المواقف في “المنطقة الخضراء” حيال هذه الزيارة فالقوى الحكومية تسعى لاستثمار الزيارة كغطاء دولي لشرعيتها وللحصول على دعم مالي وتقني.

أما عن الإطار التنسيقي حيث يراقب بحذر، حيث تخشى بعض أطرافه أن تكون الزيارة مقدمة لضغوط سياسية تؤدي لإقصاء قوى معينة من المشهد الحكومي القادم، كما أن إقليم كردستان يرى في التحرك الأمريكي ضمانة لتوازن القوى الداخلي وحماية لمصالحه في ملفات النفط والموازنة.

واختتمت المصادر، أن العراق اليوم أمام خيارين إما المضي قدمًا في بناء مؤسسات دولة قوية تحظى بدعم دولي واستثمارات عالمية، أو العودة إلى دائرة الصراع الإقليمي والتحول إلى ساحة مستهدفة.

spot_img