برزت ميليشيا الحوثي الإرهابية – في خطاب متلفز- ملامح جديدة تجمع بين الاعتراف بالاختراقات الأمنية في صفوفها والتلويح بالتصعيد العسكري ضد اسرائيل.
جاء ذلك بعد أيام من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعًا لقيادات حكومية وأمنية تابعة لميليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء.
اختراقات أمنية داخلية
وفي غضون ذلك، اقر زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي -في خطاب متلفز- بوجود اختراقات أمنية داخلية، مؤكدًا أن أذرع الجماعة الأمنية بصدد إعادة تقييم أدائها.
ووفقًا لوسائل إعلام محلية، فإن هذا الاعتراف – الذي يعد نادرًا في خطابات قيادة الحوثيين- جاء بعد سقوط رئيس حكومة الجماعة وعدد من الوزراء والقيادات العسكرية والأمنية في الغارات الأخيرة، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.
التلويح بمسار تصاعدي وثابت
إلى جانب هذا الإقرار، حرص الحوثي على التلويح بمسار “تصاعدي وثابت” في استهداف إسرائيل، سواء عبر الصواريخ والطائرات المسيّرة أو من خلال عمليات الحظر البحري في البحر الأحمر.
ويأتي هذا التهديد في وقت تواجه فيه الجماعة اتهامات داخلية بضعف أجهزتها الأمنية وتراجع قدرتها على حماية كبار مسؤوليها.
رسائل مزدوجه
وتضمن الخطاب الحوثي الأخير رسائل مزدوجة: الأولى للخارج عبر التهديد بمواصلة الهجمات ضد إسرائيل، والثانية للداخل عبر التحذير من أي تحركات مناهضة، واعتبارها “خدمة لأجندة إسرائيلية”.
و هذه الرسائل تزامنت مع دعوة الأذرع الأمنية إلى تشديد الرقابة على النشاط الداخلي، في مؤشر على أن الجماعة تستعد لموجة أوسع من حملات الملاحقة والاختطاف بحق معارضيها.
- توظيف خطاب التصعيد
وميدانيًا، تسعى المليشيات إلى توظيف خطاب التصعيد الخارجي للتغطية على خسائرها الداخلية، مع تعزيز القبضة الأمنية في صنعاء ومناطق سيطرتها.
وفي حال مضت الجماعة في وعودها بتنفيذ هجمات جديدة ضد إسرائيل، فإن ذلك سيضع البحر الأحمر مجددًا في دائرة التوتر، ويزيد من احتمالات ردود عسكرية أكثر قسوة تستهدف بنية الحوثيين القيادية.
و يرى مراقبون، أن اعتراف الحوثي بالاختراقات الأمنية يفتح الباب أمام مرحلة داخلية أكثر ارتباكًا للجماعة، إذ لم يعد ممكنًا إنكار قدرة خصومها على الوصول إلى قلب مراكز القرار لديها، وأن هذا التطور قد ينعكس في شكل تشديد أمني واسع النطاق، وإجراءات داخلية تهدف إلى منع أي احتجاجات شعبية محتملة في مناطق سيطرتها.
وبينما تسعى المليشيات إلى إظهار قدرتها على المبادرة عبر تهديد إسرائيل، يبقى الوضع الداخلي هو التحدي الأكبر أمامها، خصوصًا مع تصاعد الغضب الشعبي نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
ومع استمرار الغارات الإسرائيلية واستهداف القيادات الحوثية، تبدو المرحلة المقبلة مفتوحة على مزيد من التصعيد الخارجي، يقابله تصعيد أمني داخلي في مناطق سيطرة الجماعة.