تتساقط حقائق أذرع حزب الله اللبناني المدعوم من إيران واحدة تلو الأخرى، فبعد ما تلقته جمعية القرض الحسن من ضربات، تم الكشف عن ذراعها المالية في الخارج وتورطها في عدة جرائم.
شركة الفاضل وعلاقتها بحزب الله
وكشفت مصادر سورية، أن شركة “الفاضل” للحوالات المالية، أغلقت أحد فروعها الرئيسية في دمشق، بعد ثلاثة اسابيع من تلقيها تهديدات إسرائيلية بتهمة تعاملها مع “حزب الله”، تزامنا مع أقاويل بأن تغلق الشركة باقي الأفرع على التوالي، أو استبدال شركة الفاضل بمنصة أخرى، بعد أن انكشف أمر الشركة كذراع لحزب الله والحرس الثوري الإيراني.
وذكرت المصادر، أن شركة الفاضل للحوالات المالية التي يشاع أنها تعمل كذراع مالي لحزب الله خارج لبنان، أغلقت مكتبها في منطقة المزة، الذي يُعتبر الفرع الرئيس لها على مستوى سوريا، حيث تم إزالة لافتات شركة الفاضل بشكل نهائي، بينما يتم إجراء الحوالات المالية عبر الفروع الثلاثة الأخرى في وريفها، وهي فرع ساحة المحافظة، فرع جرمانا، وفرع السيدة زينب.
اغتيال رئيس وحدة تحويل الأموال
ويأتي ذلك عقب اغتيال رئيس وحدة تحويل الأموال في حزب الله بغارة إسرائيلية على سيارته في حي المزة بدمشق.
وكانت إدارة شركة الفاضل للحوالات المالية، تلقت تهديدات عبر اتصالات ورسائل من أرقام مجهولة، من قبل أجانب يتحدثون اللغة العربية، هددوها خلالها بأن لديها مهلة لإغلاق مكاتبها قبل أن يتم استهدافها،
وحمّل المتصلون إدارة الشركة مسؤولية المساهمة بتمويل “حزب الله”، واتهموها بأنها أحد الأذرع الاقتصادية للحزب.
وذكر مصدر من داخل الشركة، في معلومات متداولة أن سيارات تتبع لـ”حزب الله” قامت عقب التهديدات، بنقل كميات ضخمة من الأموال من فرع الشركة في حي المزة إلى جهة غير معروفة، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.
وبعد ساعات من تداول تلك الأنباء، نفت شركة “الفاضل” تلقيها تهديدات إسرائيلية تتهمها بتمويل “حزب الله”، وقالت في بيان عبر صفحتها في “فيسبوك”، إن كل ما يتم تداوله من أخبار عبر منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية “أخبار كاذبة وعارية عن الصحة ولا أساس لها”.
وأكد البيان، أن شركة الفاضل للصرافة المساهمة المغفلة الخاصة لا تتبع إلى أي جهة أو منظمة، مشيرًا أنها “شركة مرخصة أصولًا تعمل وفق الأنظمة والتشريعات والقوانين في سوريا تحت إشراف ورقابة مصرف سوريا المركزي”.
من هي شركة “الفاضل”؟
تعتبر شركة “الفاضل” إحدى أكبر شركات الحوالات في سوريا، وتتميز عن باقي شركات الصرافة بكسرها للقوانين التي تُجرّم التعامل بالنقد الأجنبي، إذ تسلّم المبالغ المالية بالعملات الأجنبية علنًا في فروعها، بعد تحويلها من قبل المستفيدين من خارج سوريا.
ووفقًا لموقعها، تأسست شركة “الفاضل”، عام 2010، وتحولت، عام 2015، إلى شركة مساهمة مغفلة خاصة مرخصة .
ويقع مقر الشركة الرئيسي في دمشق، ومع حلول عام 2018، أطلقت الشركة فروعًا جديدة لها في حلب واللاذقية وحماة. كما افتتحت فرعًا لها في منطقة السيدة زينب بريف دمشق، حيث يتمركز قادة ومستشارون إيرانيون و من “حزب الله”.
وتعود ملكية الشركة لثلاثة أشقاء من عائلة “بلوي” المنحدرة من بلدة نبّل الشيعية في ريف حلب، وهم فاضل ومطيع ومحمد بلوي. وهم الوحيدون المخولون بالعمل نيابة عن “حزب الله”، بحسب وزارة الخزانة الأمريكية.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية، أدرجت، في 30 من أيار 2023، الشركة والأشقاء الثلاثة، على لائحة العقوبات الأمريكية، لتقديمها المساعدة المالية لـ”حزب الله” و”فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، وأيضا لاتهامات بخرقها العقوبات على سوريا.
وذكرت الوزارة، أن شركة “الفاضل” سهلت عمليات تحويل بملايين الدولارات، منذ عام 2021. واستخدم “حزب الله” المدرج على لائحة العقوبات الأمريكية، شركة “الفاضل” لتحويل أموال من دول أخرى في المنطقة إلى سوريا.
وسهلت “الفاضل” أيضًا، حتى منتصف عام 2021، الدفعات القادمة إلى محمد قاسم البزال، وهو المسؤول المالي في “حزب الله” المدرج على لائحة العقوبات الأمريكية، وذلك مقابل شحنات من النفط الإيراني.