ذات صلة

جمع

من الميدان إلى الطاولة.. ما الذي تسعى إليه القاعدة في مالي؟

يشهد المشهد الأمني والسياسي في مالي تحولاً واضحًا مع...

الهدوء الهش.. كيف تستغل إسرائيل فراغ السلطة في دمشق لتمرير أجندتها؟

تحوّلت سوريا في السنوات الأخيرة إلى ساحة مفتوحة للتجاذبات...

الخيار الأصعب.. هل ستُجبر بغداد على اللجوء إلى القروض المشروطة؟

مع تصاعد الأزمات السياسية بالعراق، وتباطؤ تنفيذ الخطط التنموية،...

الهدوء الهش.. كيف تستغل إسرائيل فراغ السلطة في دمشق لتمرير أجندتها؟

تحوّلت سوريا في السنوات الأخيرة إلى ساحة مفتوحة للتجاذبات...

الهدوء الهش.. كيف تستغل إسرائيل فراغ السلطة في دمشق لتمرير أجندتها؟

تحوّلت سوريا في السنوات الأخيرة إلى ساحة مفتوحة للتجاذبات الإقليمية والدولية، ومع تآكل مؤسسات الدولة في دمشق وتراجع نفوذها على أجزاء واسعة من البلاد، وجدت إسرائيل في هذا الفراغ فرصة ذهبية لتمرير أجندتها الأمنية والعسكرية من دون مواجهة رد فعل رسمي قوي أو منظّم.

فراغ السلطة

حيث قالت المصادر: إنه منذ اندلاع الحرب السورية، تفككت السلطة المركزية وتوزع القرار بين أطراف متعدد، وبينما كانت دمشق مشغولة بتثبيت سلطتها وإعادة بناء نفوذها الداخلي، تقدمت إسرائيل بهدوء نحو أهداف استراتيجية أهمها منع قوات إيران وحزب الله من بناء بنية عسكرية متقدمة بالقرب من الجولان المحتل، إضافة إلى تعطيل خطوط الإمداد العسكرية القادمة من العراق عبر سوريا إلى لبنان.

الرسائل الحاسمة

وأوضحت المصادر، أن اإسرائيل اعتمدت خلال السنوات الأخيرة استراتيجية الضربات الجوية الدقيقة داخل العمق السوري، مستهدفة مخازن أسلحة، ومواقع تدريب، وقوافل يُعتقد أنها تحمل معدات عسكرية لحزب الله، ورغم أن دمشق عادة ما تندد بهذه الهجمات، فإن الرد الفعلي على الأرض يكاد يكون غائبًا، وهو ما يشجع إسرائيل على المضي قدمًا في هذه السياسة، طالما أن الكلفة السياسية والعسكرية تبقى متدنية، وترى تل أبيب أن هذا الفراغ يتيح لها فرض قواعد اشتباك جديدة، حيث تتصرف كقوة قادرة على التحرك دون مساءلة، في ظل انشغال سوريا بملفات اقتصادية وصراعات داخلية تفوق قدرتها على إدارة مواجهة مفتوحة مع إسرائيل.

التحرك السياسي

وأشارت المصادر، أن تل أبيب لم تكتفِ بالتحركات العسكرية فقط، بل استثمرت كذلك في المجال السياسي، فمع انشغال القوى الدولية بملفات أخرى مثل الحرب الأوكرانية وصراعات البحر الأحمر، لعبت إسرائيل على فكرة الأمن الإقليمي، محاوِلة إقناع الولايات المتحدة وشركائها العرب بأن تحركاتها داخل سوريا ضرورية لاحتواء النفوذ الإيراني.

ما هي انعكاسات الفراغ على المستقبل السوري؟

وكشفت المصادر، أن هذا الواقع يمثل خطرًا على سوريا نفسها، فكلما تراجع نفوذ الدولة المركزية، تقدمت القوى الخارجية لترتيب مشهد يتماشى مع مصالحها، وفي حال استمرت إسرائيل في فرض إيقاعها الأمني، قد تجد دمشق نفسها أمام واقع جديد، حيث أن هذا التطبيع مع الضربات قد يرسخ فكرة أن سوريا منطقة مباحة للتحرك العسكري، ما يعمّق هشاشة السيادة ويفتح الباب لصراعات مستقبلية حول النفوذ.

هل ينفجر الهدوء الهش؟

واختتمت المصادر، أنه على الرغم من أن إسرائيل تتحرك بثقة داخل الفراغ السوري، إلا أن هذا الهدوء قد لا يدوم طويلًا، فالتوازنات في سوريا متقلبة، وأي تغير في موقف إيران أو روسيا، أو حتى إعادة ترتيب السلطة في دمشق، قد يعيد رسم المشهد بالكامل، كما أن تراكم الضربات الإسرائيلية قد يدفع أحد الأطراف إلى الرد، سواء مباشرة أو عبر وكلاء، مما قد يفتح الباب أمام جولة واسعة من التصعيد تتجاوز حدود سوريا.