تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية على مدينة غزة ومخيمات وسط القطاع، وسط قصف متواصل للمنازل والمربعات السكنية المأهولة بالمدنيين.
خلال الساعات الماضية، لقي عشرات الفلسطينيين مصرعهم، بينهم أطفال ونساء، فيما أُصيب آخرون بجروح بالغة نتيجة استهداف منازل مكتظة بالنازحين.
الدفاع المدني يواصل جهود الإنقاذ وسط غياب المعدات
وعمليات الإنقاذ لا تزال مستمرة في ظل غياب المعدات المتطورة، حيث يضطر الأهالي والدفاع المدني إلى استخدام أدوات بدائية للبحث بين الأنقاض عن المفقودين.
ضحايا القصف الإسرائيلي في غزة: أطفال ونساء تحت الأنقاض
الهجمات الليلية شملت استهداف أربعة منازل كبرى في مخيم النصيرات، إضافة إلى عشرات المساكن في أحياء الشاطئ وحي النصر والمخابرات بمدينة غزة.
هذه الضربات المتكررة حوّلت الأحياء السكنية إلى ركام، وأجبرت آلاف العائلات على النزوح نحو مناطق الجنوب التي تعاني بدورها من اكتظاظ شديد ونقص في الاحتياجات الأساسية.
ظروف إنسانية كارثية مع تواصل النزوح ونقص الغذاء
ومع استمرار انقطاع المياه ونقص المواد الغذائية، يعيش السكان في ظروف إنسانية قاسية، ما يجعل النزوح أشبه بالانتقال من خطر القصف إلى مواجهة شبح الجوع والمرض.
تحركات عسكرية إسرائيلية وتوغلات محدودة داخل مدينة غزة
ميدانيًا، شهدت بعض أحياء غزة توغلات محدودة للآليات والدبابات الإسرائيلية، فقد تحركت القوات عبر محاور عدة أبرزها منطقة تل الهوا، وصولًا إلى محيط المبنى القديم لهيئة الإذاعة والتلفزيون، إضافة إلى تمركز عسكري في الجبهات الشمالية الشرقية والغربية للمدينة.
التحركات ترافقها تغطية نارية كثيفة تجعل التنقّل داخل الأحياء شبه مستحيل، ما يزيد من معاناة السكان الذين يحاولون إخلاء منازلهم أو إسعاف الجرحى.
نزوح جماعي من غزة: أكثر من 700 ألف مدني يفرون من القصف الإسرائيلي
أمام استمرار القصف، يتواصل النزوح الجماعي من مدينة غزة التي غادرها نحو 700 ألف شخص منذ بداية العمليات، ومع ذلك، يبقى آلاف آخرون عالقين داخل المدينة، إما بسبب العجز عن التنقّل، أو لعدم توفّر أماكن بديلة.
مناطق النزوح في الجنوب لم تعد قادرة على استيعاب أعداد إضافية، في ظل ضعف الخدمات الطبية والإنسانية، وغياب البنية التحتية اللازمة للتعامل مع موجات النزوح المتتالية، والوضع الإنساني مرشّح للتفاقم مع استمرار القصف وعدم وضوح أفق التهدئة.
ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل لوقف الحرب في غزة
سياسيًا، تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل من أجل وقف العمليات العسكرية. في الوقت نفسه، تجري مساعٍ أميركية لطرح خطة سلام جديدة تتضمن وقفًا لإطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
بالرغم من تأكيد الرئيس الأميركي على وجود تقدم في المفاوضات مع قادة عرب، فإن الموقف الإسرائيلي لا يزال غامضًا، خاصة في ظل تمسّك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بخطابه المعلن حول “إكمال المهمة” في غزة.
وهذا التباين يترك الباب مفتوحًا أمام استمرار الحرب، فيما يظل المدنيون الفلسطينيون هم الحلقة الأضعف التي تدفع الثمن الأكبر.
بين استمرار القصف والتوغلات المحدودة من جهة، والنزوح الجماعي والأوضاع الإنسانية الكارثية من جهة أخرى، يعيش قطاع غزة مرحلة حرجة تتسم بانعدام الأمان وتضاؤل مقوّمات الحياة.