ذات صلة

جمع

بين الحرب والمناخ.. نازحو اليمن في مواجهة الموت البطيء

بينما تنشغل الأطراف المتصارعة في اليمن بالحرب والسياسة، يخوض...

“طرابلس بعد غنيوة.. الدبيبة يُعيد رسم خريطة النفوذ في ليبيا”

في مشهد يعكس طبيعة التحالفات المؤقتة والمضطربة داخل المشهد...

ضغوط غير مسبوقة على إسرائيل وتلميحات بعقوبات.. هل تنجح في وقف حرب غزة؟

في تطور لافت، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو...

خامنئي يشكك في فرص نجاح المفاوضات النووية.. هل تمهّد إيران لفشل محسوب؟

أطلق المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، تصريحات لافتة تُظهر...

ضغوط غير مسبوقة على إسرائيل وتلميحات بعقوبات.. هل تنجح في وقف حرب غزة؟

في تطور لافت، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا غير مسبوقة من قبل الحلفاء التقليديين لإيقاف الحرب في قطاع غزة، وسط مؤشرات واضحة على تغيّر في المزاج الدولي.

تغيير تكتيكي


فقد أعلن نتنياهو، في تصريح يعكس تغيرًا تكتيكيًا، أنه يتفق مع رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، مشيرًا أن “الحرب يمكن أن تنتهي غدًا إذا تم نزع سلاح غزة وإبعاد قادة حماس عنها”.

ويأتي هذا التصريح في وقت كشفت فيه الصحافة الأمريكية عن تسريبات تؤكد أن مساعدي ترامب وجهوا تحذيرًا حادًا لإسرائيل: إذا لم توقف الحرب، فإن الولايات المتحدة قد تتخلى عنها سياسيًا وعسكريًا.

وهذا التهديد الصريح يمثل تحولًا حادًا في موقف واشنطن، ويضع تل أبيب أمام اختبار صعب في علاقاتها الاستراتيجية.

فرنسا وبريطانيا وكندا.. تحذير مشترك بعقوبات محتملة

وتوازيًا مع الضغوط الأمريكية، أصدرت كل من بريطانيا وفرنسا وكندا بيانًا مشتركًا هو الأول من نوعه منذ بدء الحرب، أعربوا فيه عن قلقهم الشديد من تفاقم الوضع الإنساني في غزة، ووجهوا تحذيرًا مبطنًا لإسرائيل بأن استمرار العمليات العسكرية قد يقود إلى فرض عقوبات دولية.

وقد وصف البيان التصعيد الإسرائيلي في القطاع بـ”البشع وغير المتناسب”، مؤكدًا أن دعمهم السابق لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لا يعني قبولهم بتصعيد يؤدي إلى كارثة إنسانية.

نتنياهو يرد: “الغرب يمنح حماس جائزة”

ورد نتنياهو لم يتأخر، إذ شن هجومًا عنيفًا على القادة الغربيين، وخصّ بالذكر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، واصفًا دعواتهم لوقف الحرب بأنها “جائزة كبرى لحماس”.

وأضاف نتنياهو – في خطاب صدامي-: “الحرب يمكن أن تنتهي غدًا إذا أطلقت حماس الرهائن وألقت سلاحها، وتم نفي قادتها القتلة… لا يمكن لأي دولة في العالم أن تقبل أقل من ذلك، وإسرائيل بالتأكيد لن تقبل”.

المساعدات الإنسانية.. تنازل تحت الضغط

ورغم نبرة التحدي، اضطرت الحكومة الإسرائيلية للسماح بإدخال عدد محدود من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهو ما أكده نتنياهو نفسه خلال جلسة الكابينت.

وقال: إن هذا القرار جاء لتجنب “تجاوز الخط الأحمر”، لكنه اعترف بأن إدخال المساعدات جاء نتيجة ضغوط من الحزب الجمهوري ومن الرئيس ترامب.

وهذا التنازل يعكس عمق المأزق الإسرائيلي داخليًا وخارجيًا، خصوصًا مع استمرار الجدل داخل إسرائيل حول التوازن بين الحملة العسكرية والاعتبارات الإنسانية والدبلوماسية.

هل تقترب نهاية الحرب في غزة؟

وتشير التطورات الأخيرة أن إسرائيل تواجه عزلة سياسية متزايدة، في ظل تآكل الدعم الدولي وظهور مواقف أكثر حزمًا من حلفائها التقليديين.

كما أن الرسائل الصريحة من واشنطن ولندن وباريس وأوتاوا تمثل نقلة نوعية في التعامل مع الصراع، وقد تدفع نتنياهو إلى إعادة النظر في أهداف الحرب وتكتيكاتها، خصوصًا مع استمرار الخسائر الميدانية والضغوط الاقتصادية والدولية.

وفي المقابل، فإن استمرار المقاومة في غزة، مع تعنت قيادة حماس، يضع الطرفين أمام معادلة معقدة، تجعل من وقف إطلاق النار أمرًا شديد التعقيد من دون تدخلات دولية فاعلة.

وبحسب تقارير إعلامية غربية، بدأت بعض الدول الأوروبية فعليًا بدراسة خيارات فرض عقوبات على المسؤولين الإسرائيليين المشاركين في القرارات العسكرية التي تقود إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

كما أعلنت الأمم المتحدة، أن نحو 80% من سكان غزة باتوا بحاجة ماسة للمساعدات الغذائية والدوائية، وسط انهيار شبه تام للبنية التحتية، وفي استطلاع جديد للرأي داخل إسرائيل، أظهر 45% من الإسرائيليين تأييدهم لفكرة وقف إطلاق النار إذا اقترنت بتحرير الرهائن وضمانات أمنية دولية.

spot_img